سد النهضة.. من أجل الدول الثلاث!!
نجحت القيادات ممثلة في الرئيس “عمر البشير” والرئيس “عبد الفتاح السيسي” ورئيس وزراء إثيوبيا في توقيع اتفاق إطاري متعلق بسد النهضة الذي شغل المنطقة والدول الثلاث الفترة الماضية خاصة الإعلام المصري الذي شحن المواطن شحناً كاد أن يفسد العلاقة بين الدولة التي يقام عليها السد وبين السودان الذي اتهم بأنه تواطأ مع إثيوبيا باعتباره أحد المستفيدين من قيام السد.. لكن تبددت كل المخاوف خاصة من جانب الأخوة المصريين بعد أن علموا بالحقيقة الكاملة عن مشروع السد وما يقدمه لهم من فائدة، لأن الماء بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.. ومصر التي لا تهطل فيها أمطار بكثافة كما هو الحال في إثيوبيا أو السودان، تخشى أن تفقد (فنجان ماء واحد) من حصتها، لذا دائماً تكون حريصة على نيل حصتها من الماء ولو دعا ذلك إلى قيام حرب مع من يحاول الانتقاص من تلك الحصة.
الرئيس “عبد الفتاح السيسي” ولأهمية الموضوع جاء معه عدد من رؤساء التحرير قابلناهم بالمطار أثناء عودتنا أيضاً من مصر، كان من بينهم رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأستاذ “فهمي عنبة” الذي استقبلنا استقبالاً طيباً بصحيفته، وكذلك مدير وكالة أبناء الشرق الأوسط وعدد من رؤساء التحرير والمسؤولين في الإعلام المصري، ورغم هذا الكم الهائل منهم فما تكتبه صحافة القاهرة كان يخالف الواقع، ربما محاولة منهم للضغط على الجانب الإثيوبي والسوداني باعتبار أن الاتفاقية لم تكن في مصلحة مصر.. لكن ما تم يؤكد أن الأمور قد سارت في الطريق الصحيح وسيُعزز عبر الاستشاري الذي سيقوم بكل التفاصيل وكذلك المكتب الفني، فوزير الري المصري “حسام الدين مغازي” الذي التقيناه في القاهرة الأيام الفائتة كان مقتنعاً تماماً بفائدة الاتفاقية وقد درسها جيداً وتأكدت له فائدة مصر فيها، لذلك ولأول مرة يأتي اعتراف من الأخوة المصريين في حق السودان، فقد كان لسانه يلهج بالشكر والثناء للسودان لما قام به الأيام الماضية من تهيئة المناخ وعقد الاجتماعات بين وزراء الدول الثلاث وجلسات امتدت لفترات، واعترف بعظمة لسانه بالدور الإيجابي للسودان في هذه الاتفاقية، وإلا لما دخل مع حكومته في نفق مظلم يكون خصماً عليه.
الاتفاق الإطاري خطوة كبيرة يجب أن تستثمر لمصلحة شعوب المنطقة، ولا أظن إثيوبيا تريد أن تتغول على حقوق الدولتين الجارتين ولن تستطيع أخذ ما هو أكثر من حصتها.. وهذا يطمئن الأخوة المصريين الذين بلغ تعدادهم الآن أكثر من تسعين مليون نسمة بخلاف العدد الموجود بالخارج.. لذا ينبغي على الأخوة في مصر أن يضعوا أيديهم مع إثيوبيا والسودان لمصلحتهم ولمصلحة شعبهم.