منظمة "الحاج آدم" !
ظهر اسم الدكتور “الحاج آدم يوسف” النائب السابق لرئيس الجمهورية والقيادي بالمؤتمر الوطني في ثنايا خبر يتحدث عن إنشاء منظمة (توعية الجاليات)، والتي عرفت نفسها كجهة ناشطة في مجال تقديم الخدمات الإنسانية والتعليم وما شاكل من هموم الأجنبي المقيم بالبلاد أو اللاجئ إليها، وبعيداً عن إسفاف التهكم من الرجل حسب شواغل أعدائه في الأسافير، فاعتقد أن هذا التوجه جيد بل وممتاز لأنه ينقل التعامل مع ملف الوجود الأجنبي من حالة الإجراءات والمطاردات إلى مرحلة أكثر ايجابية تنتظر منها نتائج أفضل مما سبق، وإن كنت اعتقد أن الاسم المختار للمنظمة يحتاج إلى ضبط إذ يبدو مباشراً وبه نشاز ما !
قضية الوجود الأجنبي بها أبعاد مجتمعية ولا تحل كلها بالتدخل السلطاني عبر إدارة الجوازات والهجرة ودائرة الأجانب يجب من حضور ما لمنظمات المجتمع المدني وأطيافه. واعتقد أن وجود نائب سابق لرئيس الجمهورية وكان ممسكاً إبان وظيفته التنفيذية ببعض أطراف الملف، يحقق حضوراً كبيراً ومقنعاً بالعمل والمقترحات، ويسهل عملية التواصل الرأسي والأفقي بين مختلف السلطات لكنه قطعاً فإن هذا لا يكتمل إن لم يتم جعل المواطنين شركاء في الأمر ومعهم الأجانب من جهة أخرى والذين يحتاجون إلى غير تعلم اللغة العربية. وهذا يحدث تدريجياً بالاحتكاك والتعايش فأنهم يحتاجون إلى الرعاية القانونية والحماية من كثير انتهاكات تطالهم من بعض ضعيفي النفوس ممن يرون في الأجنبي (نقاطة) نقود كان وضعه موفقاً هجرياً أو متسللاً.
ظاهرة الهجرة شرعية أو غير شرعية صارت من ملامح المشهد الدولي والإقليمي، والسودان تاريخياً عرف كدار هجرة ومعابر، قديماً من أفريقيا إلى العالم العربي وحالياً من العالم العربي وأفريقيا إلى أوربا، تطور هذا النشاط واتسع، تتورط فيه في شقه غير القانوني جماعات ذات إمكانيات وشوكة وربما حكومات. واتسع نطاق المستهدفين ولم يعد المهاجرون عبر مجاهل الصحراء وحدها هم أفارقة من القرن الأفريقي أو غرب أفريقيا انضم إليهم سودانيون وشوام بكميات ملحوظة وهذا يعني بالضرورة أن وجود جسم مدني يرتب أحوال الداخل وينسق مع المنظمات المماثلة خارجياً، بات أمراً حيوياً ولازماً خصوصاً أن التواصل في بعض جوانب هذه القضية يتخذ شكل عمل المنظمات وأنشطة قوى المجتمع المدني، فضلاً عن اجتهادات الدولة
من المهم أن تكسب المنظمة السودانية الوليدة ثقة الأجانب بالبلاد، وأن تتخذ نحوهم بدايات مبشرة موحية بالأمان والفعالية فما كل أمر الأجانب شر هذه قناعتي ورؤيتي، فعلى الأقل للسودان مجتمع قادر على صهرهم وعلى وضع بصمته المميزة أخلاقياً واجتماعياً عليهم وليس العكس، وهو ما يعني أن الدكتور “الحاج آدم” أن يأخذ هذه الأمانة بحقها وألا يجعلها مثل فهم بعض المسؤولين لعمل المنظمات اذ يكون الواحد منهم رئيسا لمجلس الأمناء أو الرئيس في حالة وضع التشريف فقط. وهذا ما يجعل كثيراً من المنظمات الوطنية موسمية الأداء والنشاط فلا هي عملت ولا تركت الآخرين يعملوا.