ولنا رأي

(متين يا علي تكبر تشيل حملي)؟!

إلى متى يظل الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق في صمته هذا؟ إلى متى تظل خزانة أسراره مغلقة بالضبة لا يخرج منها شيء ولو تسريبات؟ إلى متى يظل الأستاذ “علي عثمان” الذي قامت على أكتافه الكثير من المشاريع التي يتمدد عليها الإسلاميون، إلى متى يظل ينحني للريح؟! لم تربطني بالأستاذ “علي عثمان” أية علاقة، ولم أكن من المقربين إليه كما الكثير من الزملاء الذين يذهبون إليه بالليل والنهار في داره أو يطلبهم في مكتبه رغم أنني أعرفه قبل كل أولئك، عرفته إبان الديمقراطية الثالثة حينما كان زعيماً للمعارضة، عرفته بتواضعه وحبه لهذا الكيان الإسلامي، كان أحياناً يمنحنا تصريحاً ولم يقرأه في اليوم التالي بصحيفة (الأيام)، ويعتقد أن هناك مؤامرة ضده أو ضد الجبهة الإسلامية القومية.. كان يعتقد أن شباب (الأيام) كلهم شيوعيون، ولكن (الأيام) لم يكن فيها شيوعي آنذاك حينما كنا في بداية سلم الصحافة بها.. فخلال فترة الأستاذ الراحل “حسن ساتي” كانت (الأيام) مملوكة للدولة ولا أظن أن هناك شيوعيين بمعنى شيوعيين داخلها ربما يكونون ناقمين على النظام، ولكن ليست لهم ميول سياسية واضحة.. فالأستاذ “علي عثمان” آنذاك كان يدافع عن الإسلاميين داخل قبة البرلمان، وكنا نذهب لتلقط الأخبار.. كان أكثر حيوية وأكثر لطفاً ولا أظنه كان يحمل حقداً على شخص أو جهة، حتى التصريحات النارية من الإسلاميين سابقاً أو حالياً يعف لسانه عنها، لم نسمعه مشاغباً أو مشاتراً، كان حديثه موزوناً، وكثير ما قيل عنه عند المفاصلة ولم يرد على أحد.. يقال هو المدبر أو المخطط لكل شيء.. قيل إن السيدة “وصال” زوجة “الترابي” قالت عنه كذا وكذا لكنه آثر الصمت، لم يناكف شيخه ولم يرد على كل الأقاويل التي قيلت عنه.. قيل إن هناك خلافاً ظاهراً أو باطناً بينه وبين الرئيس “عمر البشير” وأيضاً ظل في صمته لم يتحرك ولم يطلب الصحفيين للإدلاء بإفادات ليبرئ فيها ساحته.. لم نسمع حتى في (الونسات) الجانبية أو ما تنقله المجالس أنه قال في فلان أو فلان.. ظل هذا الشيخ صامتاً محافظاً على علاقته ووده بين الآخرين.. وهذا الصمت ظهر في جسده الذي أصبح كالفحم من الكتمان الذي يكاد أن يؤدي إلى الانفجار، لكنه ظل صامتاً.
هل هناك شخصية إنقاذية مثله؟ ظل يحافظ على أسرار الدولة وأسرار (الخوة) بينه وإخوانه، ألم يوجد شخص أقرب إلى نفسه يفضفض معه عن فترة الخمسة وعشرين عاماً بكل ما فيها من مؤامرات ودسائس؟ ألم يكن هناك من يفشي أسراره؟؟ إنه فعلاً “علي” (حمال التقيلة) الذي تغنوا له (متين يا علي تكبر تشيل حملي).. حمل الإنقاذ وحمل أثقالها حتى فاضت و(تقل عليه) هذا الحمل.. ولكن متى ينزل عنه هذا الحمل الثقيل أو المكائد التي حيكت ضده؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية