انتخابات ودوائر
الانتخابات التي يعتقد الكثيرون أنها ضعيفة ولا تحظى بأي اهتمام وسط الجماهير.. ويدعي البعض أن حملة (ارحل) قد أدت لفتور حماس الناس.. ما هي بذلك في بعض الدوائر بالولايات القريبة والبعيدة.. حيث يواجه مرشحون نجوم في الساحة وأصحاب نفوذ منافسة حقيقية من آخرين.. لأسباب عديدة.. بعض المرشحين أدمنوا تمثيل الجماهير.. أكثر من ثلاثين عاماً وهم في البرلمانات المتعاقبة يرتدون في كل حقبة لباساً يناسبها وألواناً تعبر عنها.. الذين كانوا في حقبة الاتحاد الاشتراكي مخلصون لمايو الخلاص وجدارها من الرصاص أصبحوا في الديمقراطية الثالثة اتحادي ديمقراطي وختمية بالميلاد.. وحزب الأمة بالأصالة وجبهة إسلامية بالفكر والتضحيات.. وبعد الإنقاذ (لبسوا) الكاكي مجاهدين في البنوك والشركات لا في أحراش الجنوب والغابات.. مخلصون للبشير ويموتون في حب “نافع” بالأمس.. و”غندور” اليوم.. والشعب السوداني رقيب ينظر لهؤلاء. وهناك فئة من المخلصين الأوفياء ولكنهم أدمنوا البقاء في السلطة يتقلبون في المناصب مثل الفراشات وهي تتقافز بين الأزهار في فصل الخريف.
من قيادات المؤتمر الوطني الفاعلين في الظل بعيداً عن الأضواء ولا تنشر الصحف صورهم ولا يتحدثون جهراً “بلال عثمان” نائب رئيس القطاع التنظيمي وهو من القيادات المتنفذة جداً في السلطة.. يكتب توجيهات الحزب للولاة.. ويقرر في مصير الوزراء.. وبيده مفاتيح خزائن الحزب ولكنه يخوض في دائرته بالولاية الشمالية معركة وتنافساً حقيقياً من مرشح مستقل لا لون سياسي له.. ولكنه وجد دعم وسنداً من بعض أهل الدائرة.. ولأن “بلال عثمان” عزيزاً عند المؤتمر الوطني.. اتجهت جحافل التنظيم الشمالي دعماً وسنداً مؤازرة له حق لا يغرق في نهر النيل وتبتلعه رمال القولد وجزيرة مقاصر.. وفرص فوز “بلال عثمان” على المرشح المستقل لا تزيد عن (45%) حتى اليوم، وربما نصره المؤتمر الوطني في الأسبوع القادم برموزه الكبار وقادته مثل البروفيسور “إبراهيم غندور”.. وفي دائرة بارا التي تخلي عنها المؤتمر الوطني لحليفه وصديق “هارون” المخلص.. وأحد أقرب القيادات إليه د. “سيد علي زكي” وزير مالية أول حكومة بعد 30 يونيو وقد ارتدى لهذه المرحلة عباءة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) يواجه خصماً ومنافساً عنيداً هو ممثل الحزب الاتحادي (الدقير) وقد تسلح بقبيلته دار حامد أي منافس د. “سيد زكي”.. ووقف المؤتمر داعماً لحليفه وصديق رئيسه، ولكن طبقاً لمصادر متعددة فإن حظ “سيد زكي” في الفوز بالمنصب ضعيف جداً.
وفي دائرة لقاوة بولاية غرب كردفان يخوض ممثل المؤتمر الوطني وزعيم قبيلة المسيرية وأميرها “إسماعيل محمد يوسف” الشهير (بالموتر) منافسة حقيقية من المرشح د. “سليمان الدبيلو” القيادي في حزب الأمة القومي، وقال الوالي اللواء “أحمد خميس” وهو يٌزكي مرشحه الأمير “إسماعيل محمد يوسف” (لقد صادرنا وحظرنا استخدام المواتر في كل الولاية إلا موتر وحيد وهو الأمير “إسماعيل”) ولكن رغم وقوف الحزب مع أمير القبيلة فإن حظوظ “سليمان الدبيلو” في الفوز على (الموتر) تظل راجحة، وقد عرف عن “الدبيلو” التواضع والزهد والكرم والشهامة وقول الحق.. وهناك في دائرة أم روابة الجنوبية أيضاً د. “أحمد بلال عثمان” الذي شغلته حملة الرئيس عن شئون دائرته لموقف عصيب جداً حيث تمرد بعض (المتفلتين) من الوطني وقرروا منافسة د.”أحمد بلال”.. والذي ربما فقد مقعده النيابي وقد ظل د.”أحمد بلال” يمثل أم روابة منذ انتخابات 1986 وحتى اليوم لكن رياح التغيير قد تجرفه في غفلة من د.”جلال الدقير”.. تلك فقط أمثلة لدوائر ومرشحين يخوضون العملية الانتخابية الحالية بشراسة شديدة وتنافساً حامي الوطيس.