أين ذهب مبلغ الـ(45) مليون ريال يا قنصلية؟!
بعد الضرب الذي تعرض له المهندس السوداني “أسعد التاي” بقنصلية جدة وقاد إلى تشكيل لجنة تحقيق بواسطة وزارة الخارجية لمعرفة الحقيقة إن كان فعلاً المهندس قد تعرض للضرب والاستفزاز من أولئك الموظفين بالقنصلية أم لا، برزت قضية أخرى من جانب الجالية السودانية بالمنطقة الغربية تطالب فيها بفتح تحقيق حول خمسة وأربعين مليون ريال سعودي يتم تحصيلها من الجالية بواسطة القنصلية، وطالبت الجالية بتشكيل لجنة لمعرفة مصير تلك الأموال التي كان من المفترض أن تذهب (50%) منها إلى دعم القوات المسلحة و(50%) لصالح الجالية.
الفساد الذي تحدثت عنه الصحافة قبل فترة وطالبت الجهات المسؤولة بالتصدي لأولئك الذين يعتدون على المال بدون وجه حق، الجهات المسؤولة تطالب في هذا النوع من القضايا بإبراز المستندات الدالة عليه، فها هي الجالية تفضح القنصلية التي يضرب موظفوها المغتربين بدون وجه حق ويستفزونهم كأنما أولئك نزلوا من السماء، أم المغتربون فهم حثالة البشر ولا يستحقون غير الضرب والشتيمة، بينما هم أولاد المصارين البيض يجب على المغتربين أن ينصاعوا لكلامهم وإذا دخلوا القنصلية أن يكونوا مؤدبين مثلهم ومثل الكلاب وإلا لما تعدوا على هذا المسكين وأوسعوه ضرباً ولكماً وشتماً.. وها هي القنصلية تظهر فضيحة لم تكن معلومة لوزارة الخارجية ولا للجهات المسؤولة بالدولة، ربما الجالية كانت مستحية أن تفتح ملف الفساد وبالقنصلية إلا أن شجاعة المغترب “التاي” وثباته في مواجهة أولئك أعطتهم قوة ودافعاً لفتح الملف المسكوت عنه وهو ملف الفساد الذي ظللنا نضرب عليه جداراً من السرية ولا أحد يتجرأ على الحديث عنه رغم معرفة ما جرى.
وقنصلية جدة ليست هي الأولى إن كان فعلاً فيها فساد كما ذكرت الجالية، ولكن الفساد يطال قنصليات متعددة ولم يكن وليد اللحظة، وحينما كنا طلبة بالقاهرة كانت هناك حالات فساد يتم التستر عليها، وأذكر أنني كنت أحمل توكيلاً من أحد الزملاء وحينما ذهبت ليصرف الإعانة قيل لي بأن المبلغ قد صرف، تعجبت كيف صرف المبلغ وأنا أحمل التوكيل ونحن في نفس الشهر، لذا نقول رب ضارة نافعة وربما حادث المهندس “التاي” كان فاتحة خير لكشف الفساد بالقنصلية إن كان حديث الجالية فعلاً حقيقة ثم يكون فاتحة خير أخرى على وزارة الخارجية لمراقبة قنصلياتها في العالم، وكشف إن كان هناك تلاعب بها وأحياناً قد لا يترك الشخص مرتكب هذا الفساد خلفه أثراً لذلك ربما لا تكون هناك مستندات كما تطالب الجهات المسؤولة، ولكن الفساد واضح ولا يحتاج إلى توضيح أو مستند فقط على الجهات المسؤولة مواجهة المفسدين كما ذكرت الجالية السودانية بـ”جدة”.