ورحل "الزهاوي" في صمت!!
غيب الموت الأستاذ “الزهاوي إبراهيم مالك” أحد كوادر حزب الأمة الفاعلين منذ أن كان طالباً بجامعة الخرطوم وإلى أن جاءت حركة الانقسامات وموجتها على كل الأحزاب السياسية، فـاختار وقتها أن يخرج مع الخارجين من حزب الأمة القومي الناقمين على سياسات رئيس الحزب الإمام “الصادق المهدي” وخرجوا وفق قناعاتهم الخاصة، فكان الراحل “الزهاوي” مع السيد “مبارك الفاضل المهدي” الذي قاد الانقلاب على حزب الأمة القومي وكون حزب الأمة (الإصلاح والتجديد). كان “الزهاوي” يظن أن خروجه مع السيد “مبارك” سيكون حاله أفضل من حال وجوده مع الإمام، ولكن لم يستقر الحزب كثيراً فانشطر الحزب مرة أخرى إلى حزب الأمة (القيادة الجماعية) تحت رئاسة الدكتور “الصادق المهدي” ولم يكن الانشطار الآخر أفضل من الانشطار الأول مع سيد “مبارك” فخرج الراحل “الزهاوي” وفق قناعاته الخاصة وحبه لهذا الكيان فكون حزباً مفصلاً باسم حزب الأم (الإصلاح والتنمية) تحت رئاسته وانضم إليه العديد من القيادات الشابة التي لم يرضها أيضاً حال حزب الأمة مجتمعاً أو مقسماً فسار الحزب وتبوأ الأستاذ الراحل “الزهاوي” منصب وزير الإعلام الاتحادي، ظل مجاهداً فيه رغم ما قيل عنه وعن المنصب الذي شغله، ولم يأبه فظل صامداً صامتاً يعمل وفق ما يمليه عليه الضمير والمصلحة الوطنية، فكان زاهداً في كل شيء ولم ينعم عليه المولى عز وجل بالذرية والتي قال عنها المولى في كتابه الكريم (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ورغم الحرمان عاش سعيداً مع أسرته هاشا باشاً لم نجده في يوم من الأيام متكدراً أو غضبان كما هو حال البشر، كلما التقيناه كان سؤاله الأول لنا كيف الأسرة الكريمة فقد ربطته علاقة حميمة مع أسرتنا الممتدة ومع عمنا الراحل “عثمان أحمد دفع الله” أحد قيادات حزب الأمة والأنصار وكذلك بالوالد رحمة الله عليهما جميعاً، كنت أجده دائماً وفياً لمن يتقدمونه في المواقع، كنت أجده دائماً مع الدكتور “عمر نور الدائم” إحساسي دائماً أنهما خلقا من طينة مختلفة الزهد في هذه الحياة وحب الآخرين، الراحل “عمر نور الدائم” كانت تربطه علاقات حميمة مع الكبار والصغار الشباب والشيوخ، داره كانت مفتوحة للجميع ليس بها حارس أو بواب أحياناً قد تلتقيه داخل غرفة نومه الخاصة مما يدل على سماحته وطيب معشره ومعدنه، وكذا الحال بالنسبة للراحل “الزهاوي” لا يشعرك بأهميته بل تشعر بتواضعه الجم وحديثه العذب وملاطفته ومؤانسته. كان كبيراً مع الكبار وصغيراً مع الصغار يحترم الكل حتى الذين يخالفونه الرأي لا تشعر في يوم من الأيام أنه قد احتد معهم أو خرج عن المألوف ولم يخرج بذئ القول.. كان عفيفاً راقياً في التعامل والكل يشهد له بذلك حتى أهل الإنقاذ يشهدون له بطيب المعشر وحسن الخلق.. ألا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.