هل ينجح "غندور" مع أمريكا؟!
ناصبت الولايات المتحدة الأمريكية للسودان العداء، ليس في زمن حكومة الإنقاذ فحسب، ولكن العداء منذ أن بدأ الرئيس الأسبق “جعفر نميري” في تطبيق الشريعة الإسلامية، ومنذ ذاك التاريخ بدأ مخطط الولايات المتحدة الأمريكية كيف تعمل على زعزعة واستقرار السودان، وحتى حينما رتبت أمريكا زيارة للرئيس “جعفر نميري” كانت تعلم أن تلك الزيارة كانت قاصمة الظهر للنظام المايوي، وبالفعل انتهى نظام مايو، و”جعفر نميري” لم يعد من أمريكا بعد أن اشتعلت المظاهرات في كل مدن السودان حتى أطيح بالنظام، و”نميري” كان يظن أن أمريكا سوف تدعمه وندعم نظامه فأخذ المقلب وحينما حطت طائرته في أرض مصر كان المشير “سوار الذهب” القائد العام قد انحاز إلى جماهير الشعب السوداني ليبدأ نظام جديد بدون الرئيس “جعفر نميري” ولا الاتحاد الاشتراكي ولا طلائع مايو فجاءت انتفاضة (رجب ــ أبريل) ليبدأ السودان مرحلة جديدة من نظام الحكم الذي رتب لانتخابات 1986.
الولايات المتحدة الأمريكية حاولت أن تقتلع نظام الإنقاذ وناورت بكل الاتجاهات ففشلت فلم يبق لها شيء سوى المهادنة و التطبيع فبدأت مغازلة النظام برئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق “صلاح قوش” وظنت الإنقاذ أن طاقة قد انفرجت لها بزيارة “قوش”، ولكن أمريكا لم تطمئن أكثر لنظام الإنقاذ ولم ترفع العقوبات المفروضة عليه حينما بدأت الحركة الشعبية قطاع الشمال ضرب المدن بجنوب كردفان والنيل الأزرق فراود الحنين أمريكا مرة أخرى لزعزعة النظام، وحينما فشلت الحركة الشعبية قطاع الشمال في الاستيلاء على المدن أيقنت أمريكا أن نظام الإنقاذ ليس من السهل اقتلاعه فبدأت تغازل النظام ورتبت زيارة لمساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “غندور” لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ربما تريد أن تعرف خطط النظام المستقبلية وكيفية إنشاء علاقة بينهما بعيداً عن التطرف والإرهاب، فغادر وزير الخارجية “علي كرتي” الذي أصبح الأقرب في علاقاته مع أمريكا ولكن لم تظهر بوادر تدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن الإنقاذ. وإن ترتيب الزيارة لمساعد الرئيس محاولة لجس النبض ولكن إذا أفلح البروفيسور “غندور” في إقناع الكونجرس واللوبيهات المختلفة في رسم علاقة جديدة مع السودان مبنية على المصالح المشتركة وليس العداوة وهنا يمكن أن تنجح تلك العلاقة وربما تعود بالخير على السودان رفع اسمه من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب ورفع الحظر.. وفي السياسة كل شيء وارد ومع أمريكا كل شيء وارد.
نأمل أن يعود بروفيسور “غندور” من تلك الزيارة بالفائدة المرجوة لهذا الوطن.