من وحي الأخبار

المتغطي بالجبهة !!

جاء في الأخبار أن أحزاب المعارضة والحركات المتمردة الرافضة للانتخابات احتشدت في أكبر تظاهرة سياسية يوم (الأربعاء) الماضي بدار حزب الأمة بأم درمان، لتدشين حملة أرحل لإسقاط النظام، واستضافت فيها عبر الهاتف قادة التمرد ليتحدثوا في خطاب وسط هتافات الحضور!
لا أستطيع لوم الأحزاب المعارضة على ضعفها وفشلها في جميع المهام والملفات والقضايا .. قياداتها عشاق سلطة ومحترفو أضواء، وهوة حصانة، يرفض الواحد منهم أن يريح ويستريح، بل يطمع للقفز على كرسي السلطة والنفوذ، ويضرب بمصالح المواطنين عرض الحائط!
 صحيح .. الدستور والقانون لا يمنعان هؤلاء الطامعين من التنافس على كرسي السلطة .. لذلك لا أمل في طردهم من المشهد السياسي، سوى المواطن السوداني، الذي أصبح الآن على وعي كامل بكافة الأحداث والمجريات، وزاد استيعابه واتسع فهمه للأمور والأهداف، وصار قادراً على التمييز بين الصالح والطالح، المخلص والمغرض، الصادق والمخادع!!
وها هي الأحزاب المعارضة تستقبل عبر الهاتف قيادات الجبهة الثورية .. إعلانهم بأنهم سيعملون سلمياً ولن يستخدموا السلاح إلاَّ في حالة الدفاع عن النفس، لإسقاط النظام ومقاطعة الانتخابات، وهذا يؤكد أن تلك الأحزاب والقيادات المتمردة كل منهم يحاول استغلال الآخر واستخدام هذه الورقة لابتزاز النظام في الكثير من الملفات، لكن أقول هنا للأحزاب المعارضة (المتغطي بالجبهة الثورية عريان).
هذه الحركات المتمردة وقياداتها ينصبون من أنفسهم أوصياء على إرادة وخيارات الشعب السوداني، والناس عليهم غاضبون، يتشدقون بالوطنية وهي منهم براء، يتمسحون بالحرية وحقوق الإنسان، وهم أول من ينتهك الحرمات ويخرق القوانين، يزعمون الإرشاد والإصلاح، وهم الفساد بعينه.
إنهم متمردون، وعملاء، ليسوا (طابور خامس) فحسب بل ألعن وأضل سبيلاً، أهدافهم واحدة، وأغراضهم مشتركة، ينفثون السموم، يوزعون الاتهامات، يطلقون الشائعات، والمساس بروح التماسك والوئام، والضرب على اليد الواحدة التي تجمع بين الشعب الواحد، هؤلاء مجرمون ارتكبوا الجريمة في حق شهدائنا من أبناء القوات المسلحة والقوات النظامية المساندة لها، ويحاولون الآن الاستفادة من خدمات تلك الأحزاب!
هذه الصورة تثير جملة من الأسئلة: لماذا تظل بعض الأحزاب المعارضة ترقص على أنغام الحركات المتمردة ؟، لماذا تقع تحت الابتزاز من كافة الحركات المتمردة ؟، لماذا هي العون المخلص الوفي للحركات المتمردة ؟  لماذا تعطي الحركات المتمردة الغطاء السياسي لتظهر للرأي العام العالمي والإقليمي بأنها الأقوى عسكرياً وسياسياً بتوقيعهما عدداً من المواثيق الفاشلة آخرها نداء السودان؟ وهي تعلم أنها تلهث وراء سراب خداع !!
طارق إسماعيل محمد
هذا التعقيب وصلني بالبريد، وأقول لصاحبه طب نفساً يا رجل هذا بلد حر  (ديمقراطية وكدا)، لذا إن قتل عقار مليون نفس، وقتل الثوار بمزاعم النضال الوطن والناس فأنهم يظلون ويبقون أصحاب قضية ولهم حق تعبير لا ينقص، ورسالة “طارق” هذه أكدت أن هذا الشعب واع ..شديد الوعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية