زوال كابوس الوحدة الاتحادية في اندماج "صديق الهندي" و"جلاء الأزهري"!!
بقلم – عادل عبده
طائر الشؤم في رواية الدكتور “فرانسيس دينق” المثقف الجنوبي ذائع الصيت ظل يحلق بشكل لا يقبل القسمة في فضاءات الوحدة الاتحادية، فقد سجل الواقع الملموس إخفاقاً كبيراً على مدى السنوات الفائتة في الوصول إلى تحقيق هذه الأمنية الغالية في وجدان جميع الاتحاديين بمختلف تياراتهم على أرض الواقع.
الإحباط والقنوط كان سمة بارزة في انكباب منسوبي حزب الوسط الكبير نحو اندماج الكيان الاتحادي الواسع في بوتقة واحدة، فقد كان هنالك زخم ملحوظ يخطف الألباب والأبصار يمشي على أرائك الضجيج والفوران والتظاهرة البهيجة، لكن سرعان ما تكون الحصيلة صفراً على الشمال وتذهب المشاهد الوحدوية البراقة إلى نقطة اللا شيء ثم تدور الطاحونة من جديد في فلك الاجترار الخاوي!!
في الصورة المقطعية، كانت هناك محاولات عديدة للوحدة الاتحادية ذهبت أدراج الرياح ولم تحصد غير الهشيم، على رأسها مبادرة “أزرق طيبة” واجتماعات (أم دوم) وحراك (نادي الخريجين) ومبادرة (أهل توتي) و(صيغة الشارقة) ولقاءات اللجنة المشتركة بين الاتحادي الأصل والاتحادي المسجل.. كان مشروع الوحدة الاتحادية يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ويرجع خطوتين إلى الوراء، فقد كان البعض ينظر إلى الوحدة الاتحادية كأنها أنشودة جميلة أو قصيدة حماسية دون التعمق في الواجبات الكبيرة والزوايا الموضوعية التي تؤدي إلى قيام هذا الحلم التاريخي، ومن هذا المنطلق كان هنالك كابوس يجثم على منضدة الوحدة الاتحادية يحول جميع الخطوات والاجتهادات على هذا الطريق إلى الفشل الذريع والإخفاقات الواضحة.. الآن في خضم تلك الكوابيس السوداء والمشاهد الدامية في المشروع الوحدوي بين الاتحاديين يتحقق نصر غير مسبوق بإعلان الوحدة الاندماجية بين الحزب الاتحادي الموحد بزعامة “جلاء الأزهري” والحركة الاتحادية الوطنية بقيادة الشريف “صديق الهندي” من خلال خطوة واقعية ومحسوسة كسرت الحظ العاثر واللعنة الفرعونية، وبذلك لاحت هذه الصورة الملحمية النادرة.
بهذه الخطوة الاندماجية بين “صديق” و”جلاء”، يتأطر النجاح الملموس في إزالة الكابوس عن طريق الوحدة الاتحادية بعد محاولات فاشلة استمرت لسنوات طويلة بين جميع الاتحاديين.. والوحدة بين “صديق الهندي” و”جلاء الأزهري” التي جاءت تحت مسمى الحزب الوطني الموحد بدار الزعيم إسماعيل الأزهري في الأيام الفائتة كسرت طوق الإحباط واليأس، وفتحت أبواب الأمل والتفاؤل على مصراعيه حول الهدف التاريخي لجميع الاتحاديين المتمثل في وحدة كيان الوسط الكبير.
الخطوة كانت حافلة بالمعاني والدلالات.. رجال ظلوا يتفاعلون ويجتهدون حتى حققوا صيغة تاريخية ووجدانية بعيداً عن الخيال والأماني الوردية، في ظل وجود أشقاء لهم في الأيديولوجية الحزبية انهمكوا في المشاركة في الانتخابات القادمة جرياً وراء السلطة والمغانم.. فقد صعد رجال الوحدة في دار الأزهري إلى مراتب مقدرة، وأكدوا أن الاتحاديين ما زالوا قادرين على الإبداع والتقاط الجوهرة.. إنها وحدة إنعاش الأمل بين “جلاء الأزهري” و”صديق الهندي” في عالم التفرق والانقسام والهواجس.. كأن ليالي المجد والنشوة قد عادت حية نابضة بالجمال في باحة الاتحاديين.
كان حدثاً فريداً في دار الزعيم “إسماعيل الأزهري” يومذاك، فقد انجذب “يوسف محمد زين” رئيس الوطني الاتحادي على حناجر حضور الاحتفائية مؤكداً دخول حزبه في القريب العاجل ملحمة الحدث الأسطوري.