"المهدي" والتصريحات المتضاربة ضده!!
قبل أن يجف مداد الحبر الذي كتب به الخبر المتعلق بملاحقة الإمام “الصادق المهدي” إمام الأمة والأنصار عبر الانتربول، أعلن مولانا “محمد بشارة دوسة” وزير العدل خبراً نافياً صحة الخبر الأول، وقال: (لم تقدم وزارة العدل أي طلب بملاحقة “المهدي” عبر الانتربول).. لا ندري لمصلحة من تلك الأخبار التي تزيد من نار الاشتعال بين “المهدي” والحكومة!! فإذا كانت وزار العدل هي المعنية بإصدار مثل تلك الأوامر فما تلك الجهة التي استبقت وزارة العدل وأصدرت قراراً بالملاحقة؟ أم أن الخبر محاولة لترهيب وتخويف الإمام وجماعته إذا حاولوا اتخاذ أية خطوة أخرى؟!
إن الإمام “الصادق المهدي” كان الأقرب إلى الحكومة من الدكتور “حسن الترابي” عراب الإنقاذ وأقرب من مولانا “محمد عثمان الميرغني” رغم ما أصابه من ضرر من الحكومة والإنقاذ.. ولمصلحة الوطن ضرب الإمام “الصادق المهدي” بكل الخلافات عرض الحائط ومد يداً بيضاء من أجل أن يعيش الوطن في أمن وسلام واستقرار، لكن بعض الرافضين لوجود الإمام “الصادق المهدي” على الساحة السياسية استخدموا أساليب شتى تملئ بطن الحكومة بخلاف “المهدي” معها، وإن كان الذي يفعله “المهدي” من أجلها وأجل تراب هذا الوطن، لكن حسب ما ذكرنا هناك جهات لها عداء ظاهر أو باطن مع “المهدي” ولا يريدون أن يكون قريباً من الحكومة، لذلك بين الفنية والأخرى تخرج مثل هذه الفورمات والأوامر التي تدين “المهدي”.
الحكومة إذا كانت عاقلة، فمن مصلحتها أن يكون “المهدي” داخل الوطن، لأن وجوده بالداخل يمكن أن يساعد على تليين مواقفه إذا كانت فعلاً مواقفه فيها نوع الشطط أو الحدة، فـ”المهدي” جاء إلى الحوار الذي أعلنه رئيس الجمهورية في يناير الماضي بقلب مفتوح من أجل الوصول إلى حل لمعضلات الوطن المتشابكة، والحكومة والرئيس رحبا بتلك الخطوة، وقبلها زاره رئيس الجمهورية بمنزله.. كلها خطوات ليس فيها أي تعنت أو تزمت من جانب “المهدي”، وكان بالإمكان الوصول معه لاتفاق عبر الحوار بدلاً عن الزج به داخل السجن.. ما الذي اقترفه؟ هل ساعد “عرمان” أو “الحلو” أو “عقار” وحمل السلاح لضرب الوطن؟ وحتى توقيع (نداء باريس) كان بالإمكان الوصول معه إلى رؤية مشتركة، لأن “المهدي” لم يحمل السلاح كما “الحلو” أو “عرمان” أو “عقار” فهو يتحدث بلسانه.
نأمل أن يصدر رئيس الجمهورية قراراً بالعفو عنه والعودة إلى وطنه عزيزاً مكرماً.. فكم يبلغ “المهدي” من العمر الآن حتى يصارع الحكومة من الخارج؟ وهل يملك “المهدي” جيشاً بالخارج ليحارب به الحكومة؟! “المهدي” ما عاد “المهدي” الذي كان في قوته وعنفوانه حينما عادى النظام المايوي، وجاء منسوبوه مع آخرين من الجماهيرية الليبية وغزوا الخرطوم وأطلق على ذاك الغزو بالمرتزقة.. الوضع الآن لا يحتمل زيادة المعارضين، فالحكومة في حاجة إلى لمّ شمل أبناء الوطن للمساهمة في أمنه واستقراره.. فلننظر حولنا وللدول التي جاءت من بعدنا، أين هي الآن؟ وأين السودان الآن؟ لا بد أن ينسى الجميع خلافاته وجراحاته وينظر إلى هذا الوطن الذي يطمع فيه الكثيرون من حولنا.