ولنا رأي

الصحفيون ومحاكماتهم لبعض..!!

على الرغم من أن مهنة الصحافة مهنة نبيلة وتعمل على إعلاء قيم المجتمع وإعلاء قيمة العاملين فيها، ولكن هذه المهنة بداخلها حسد غير منظور أحياناً.. فأهل المهنة أنفسهم يحسدون بعضهم البعض ويبحثون عن الثغرات التي تدين الزملاء.. فكلما قامت معركة بين زملاء المهنة أتعجب خاصة وأن تلك المعارك تنشب فيما لا يفيد، لأن الحكم بين الكتاب والصحفيين هذا القارئ الحصيف والواعي، فكل المهن الأخرى لا نقول إنها مبرأة من العيوب أو الحسد، ولكن مهنة الصحافة ينبغي أن يقوم العاملون بداخلها على تقديم ما يفيد المهنة والقارئ.
فأنا لا أتحدث عن معارك سابقة ولكن تعجبت قبل أيام لما أثير عن الزميل “صلاح عمر الشيخ” الأمين العام لاتحاد الصحفيين السودانيين، عندما فاجأه أحد الإسرائيليين بأديس أبابا في الجناح السوداني وسلم عليه. ووقتها الأستاذ “صلاح” لم يعلم من هو هذا الزائر وما الذي دفعه لدخول جناح السودان في المعرض المقام.. والسودانيون بطبعهم على سجيتهم أهل كرم ومحبة ولطف، ولا أظن أن الأستاذ “صلاح” كان على علم بهذا الإسرائيلي أو اليهودي ليتجنب السلام عليه. وإذا دعا الحال لترك له المعارض أو ترك “أديس” نفسها، ولكن تفاجأ بالرجل يدخل عليه ويسلم عليه، فما كان من الأستاذ “صلاح” إلا أن رد التحية خاصة وأن الرجل يجيد العربية تحدثاً.. زملاء المهنة بدلاً من لم الموضوع أثاروه وجعلوا منه قضية أرادوا أن يحاكموا بها الأستاذ “صلاح”، وحاولوا أن يقيموا عليه الحد لأنه صافح إسرائيلياً لا صلة ولا معرفة له به.. فإخواننا الصحفيون وكما قلت يقتلهم الحسد والغيرة على زملائهم.. هل الأستاذ “صلاح” رتب مع هذا الإسرائيلي ميقاتاً لزيارته بالمعرض، هل هناك طرف آخر رتب لهذه الزيارة والأستاذ “صلاح” يعلم وكان في انتظاره، أم أن الزيارة كانت محض صدفة، كما حدثت من قبل في أحد المؤتمرات عندما فاجأ “بيريز” الإمام “الصادق المهدي” ومد له يده وصافحه “المهدي” بدون أن يشعر، وخلق من تلك المصافحة العفوية قضية مازالت باقية عند “المهدي” وعند الذين يقصدون “المهدي” أحياناً فيخرجون له هذه المصافحة.. والآن يريد البعض أن يقتل شخصية الأستاذ “صلاح عمر الشيخ” بهذه المصافحة أيضاً العفوية والتي لم يقصدها الأستاذ “صلاح”. في إحدى المؤتمرات التي أقيمت بالدوحة في وقت مضى هاجم بعض الصحفيين قطر لفتحها مكتباً تجارياً إسرائيلياً في الدوحة، ماذا قال وزير الخارجية آنذاك “حمد بن جاسم” للصحفيين وهو على منصة مؤتمره الصحفي: أما مكتب التجارة الإسرائيلي نقفلوا اليوم وسنعيد فتحه بعد انتهاء المؤتمر. لماذا لم يحاكم وزير خارجية قطر على ذلك ولماذا لم يحاكم رئيس مصر السابق “مبارك” على علاقته بإسرائيل، ولماذا الصمت على بعض الدول التي لها علاقات مع إسرائيل، هل نحن أفضل من تلك الدول، وهل “صلاح عمر الشيخ” ارتكب جريمة عندما صافح إسرائيلياً بدون قصد.
إخوتي الصحفيون احترموا بعضكم يحترمكم القارئ ولا تنشروا غسيل البعض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية