ولنا رأي

أبناء السودان ليسوا طرفاً في صراع ليبيا

أكثر دول المنطقة توتراً مع السودان هي دولة ليبياـ فمنذ أن اعتلى الرئيس السابق “معمر القذافي” السلطة في ليبيا ظلت العلاقات بينه وبين الأنظمة السودانية المتعاقبة في حالة شد وجذب وأكثرها إبان فترة الرئيس الأسبق “جعفر نميري”. فالرئيس “القذافي” كان طارحاً نفسه آنذاك زعيم الأمة العربية رغم أن “جمال عبد الناصر” سحر العرب بأفكاره المتجددة وآرائه النيرة في المنطقة.. ولذلك بعد رحيل “عبد الناصر” حاول “القذافي” آنذاك أن يكون البديل للأمة العربية فبدأ في عداء مع نظام مايو، واحتضن المعارضة السودانية وضرب الإذاعة السودانية وساعد المعارضة في دخول الخرطوم في ما يسمى بحركة المرتزقة. فرغم أن السودان لا يكن عداءً لليبيا ولا إلى شعبها، وكل ممارسات الرئيس الأسبق “القذافي” ساعدت في توتر العلاقات بين البلدين لفترة طويلة من الزمن، وعندما جرت حركة التغيير في ليبيا اعتبر الثوار الليبيين أن بعض السودانيين قد وقفوا إلى جانب “القذافي” وحاربوا معه وتوترت العلاقات أكثر فكان البعض يظن أن رحيل “القذافي” سيعيد العلاقات بين السودان وليبيا إلى أفضل حالاتها، ولكن خاب الظن وظلت حالة التوتر موجودة بين الليبيين والمواطنين الموجودين بليبيا. فليبيا بعد رحيل “القذافي” لم تهدأ ولم تستقر فظل الصراع مستمراً بين الثوار وأنصار الرئيس الأسبق “القذافي” وزج بأبناء الشعب السوداني في الخلاف بين أبناء ليبيا ظناً من بعض أطراف الصراع أن مجموعة من السودانيين تساند أحد الأطراف دون أن يكون لهذا الطرف دليل واضح لهذه الاتهامات، ولكن يظل الاتهام قائماً. وأصدرت قيادات من ليبيا قراراً بعدم دخول السودانيين إلى أراضيها وهددت بإسقاط أي طائرة سودانية تدخل الأجواء الليبية لا ندري من أين جاء أولئك المتصارعون الليبيين بهذه الاتهامات على أبناء الشعب السوداني الذين يعتبرون مثالاً للأمن والأمان واحترام لسيادة الدول. إن العلاقات السودانية الليبية لن ينصلح حالها ما لم تزل القيادة في ليبيا تلك التوهمات التي عشعشت في رؤوسها ظناً منهم أن أبناء الشعب يقاتلون مع أحد الأطراف. ليست هناك أسباب عدائية تدفع أبناء الشعب السوداني الذين يعملون في ليبيا للدخول في صراع مع أي طرف، وليس من مصلحة أبناء الشعب السوداني تأجيج الصراع الدائر في ليبيا، فمعظم الذين يقطنون ليبيا هم من السودانيين الباحثين عن العيش الكريم ولن يكونوا مرتزقة يستخدمون في حرب دائرة بين أبناء شعب واحد؛ ولذلك يجب أن تفهم القيادة في ليبيا أن السودان شعباً وحكومة يحترمون القيادة والشعب الليبي، وعلى المتصارعين في ليبيا حل مشاكلهم دون أن يدخلوا السودان وشعبه في هذا الصراع الدائر بينهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية