رأي

"الطيب مصطفى".. هل أدرك زوال الاتحادي (الأصل)؟

بقلم – عادل عبده
ظل المهندس “الطيب مصطفى” رئيس منبر السلام يطلق مدفعية كثيفة النيران والحمم بشكل منتظم تحمل دخاناً حارقاً من الانتقادات اللاذعة والإشارات الغليظة صوب الاتحادي (الأصل)، وكنا نخدع أنفسنا كاتحاديين ونقول إن “الطيب مصطفى” يمثل رأس الحربة في سيناريو معد يستهدف تدمير حزب الوسط الكبير، وأما الرجل يكره الاتحاديين من الزاوية الوجدانية والمزاجية. وكان “الطيب مصطفى” يفضح إخفاقات الاتحادي (الأصل) في منهجه السياسي بالأدلة القاطعة والبراهين الدامغة، وكان العديد من منسوبي الحزب يتوهمون بأن “الطيب مصطفى” يخطرف وأن في عينيه رمداً يحجب عنه اللوحة الجميلة البراقة عن حزبهم العتيد!!
كان “الطيب مصطفى” يهاجم الاتحادي (الأصل) من واقع رؤية محسوسة الركائز لا تعرف المجاملة والتدليس، لم يعجبه انحسار الحزب ودخوله إلى متحف الشمع، وكان الرجل صادقاً في بكائه على حزب الوسط الكبير، وكان الذين يرفضون إشاراته الغليظة ينطلقون من إكسير العاطفة وميول الانتماء في عدم قبول مدفعيته الثقيلة، ولا يريدون أن يصدقوا بأن حزبهم صار كسيحاً وقزماً في الساحة السودانية.
في الصورة المقطعية نجد أن الاتحادي (الأصل) فشل أكثر من مرة في قيام مؤتمره العام، وأن مكتبه السياسي لم يجتمع منذ (10) سنوات وزعيمه متواجد في عاصمة الضباب لأكثر من عام، وأن قراراته لا يسمع به جميع قيادات الصف الأول إلا في الشارع العام لأنها تخرج من مطبخ صغير لا يحتمل أكثر من شخصين. وها هو الحزب يقطع معظم مراحل التسجيل والمشاركة في الانتخابات القادمة من خلال تكتم شديد انطلاقاً من شعار المال والصولجان في انتظار الموافقة والبصمة على نتائج الصفقة المكتومة عند نهاية المشهد الميلودرامي.. لا يهم إذا كانت المشاركة الحالية للاتحادي (الأصل) مخزية ومؤلمة ولا ينفع الحديث بأن بعض وزراء الحكم في هذه الحكومة كانت فظائعهم وأهوالهم تصم الآذان وأن مولانا يدير ظهره عندما يسمع تلك الموبيقات السياسية.
لماذا يغضب بعض منسوبي الحزب عندما يصدح “الطيب مصطفى” قائلاً: (إن الاتحادي (الأصل) ينبغي أن يكنس وأن يذهب لأنه ليس جديراً بأن يحكم).. أليس معظم منسوبي الحزب يقولون في مجالسهم الخاصة نفس العبارات التي يطلقها الطيب بل بصورة أفظع من ذلك.
وتيرة الاحتجاجات يعلو إوارها وموجة الغضب يزداد إيقاعها والإحباط يسربل في فضاءات الحزب، بل إن هنالك تسريبات عن خطوات غير مسبوقة من جانب قيادات ورموز الحزب خلال الأيام القادمة في وجه الخطوات الأخيرة المتعلقة بالمشاركة في السلطة.
والسؤال المركزي.. هل أدرك “الطيب مصطفى” زوال الاتحادي (الأصل)؟.. في الأفق تتأطر ملامح دخول حزب مولانا مرحلة الفناء السريري حيث لم يعد بريقه ساطعاً كما كان في الفترة السياسية الخصبة. فالاتحادي (الأصل) تكالبت عليه الرماح حتى أصيب بالدوار فالحزب عندما كان موحداً في عصره الذهبي كان ثابتاً في الزمان والمكان يستند إلى جدار العافية والإنجازات الوطنية النادرة الموجودة في التاريخ المعاصر.
الآن يجب على الشرفاء في الحزب أن يتحركوا بالعزيمة الصادقة والآراء القوية والدراسة المتأنية لاستنهاض الاتحادي (الأصل) من كبوته حتى لا يصبح مصيره على شاكلة تركيا العثمانية!!.. هكذا جاءت عاصفة “الطيب مصطفى” كورقة نعي للاتحادي (الأصل) والتي أرى في تقديري أنه يجب النظر إليها كجرس إنذار قبل فوات الأوان!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية