ما صحة الصراع بين شيخ "علي" ودكتور "نافع"؟!
السلطة مغرية، والتطلع إلى كراسيها يجعل المرء يفعل كل شيء بغية الوصول إليها، ففي كل الأحزاب السياسية هنالك متطلعون إلى السلطة إن كانت لهم المقدرة على ملء المنصب أو الشخصية التي تحس أنها تشبه ذاك المناصب.. ولكن هناك البعض الذين يستخدمون الأساليب الخبيثة للوصول إلى أهدافهم وهؤلاء بـ(الكوم) أو كما قيل عمليات (الحفر) لإفشال الآخرين وتبخيس أعمالهم من أجل الوصول إلى المركز. وشاع في الفترة الأخيرة أن هناك صراعاً أو خلافاً بين القياديين بالمؤتمر الوطني، الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول (السابق) لرئيس الجمهورية والدكتور “نافع علي نافع” المساعد (السابق) لرئيس الجمهورية، لا أدري ما هي أسباب الخلاف بين الرجلين التي تهمس بها المجالس خاصة في الأتراح حيث يحلو السمر والحديث والقطيعة والنميمة، ولكن إذا نظرنا إلى كل واحد منهما لا أظن أن الصراع بينهما بسبب الكرسي لأن الواحد منهما وصل إلى مرتبة رفيعة في الحزب وفي الدولة فعلام الصراع إذن؟.. ولذلك فإن مبدأ الصراع أو الخلاف بين الرجلين غير وارد. فالسيد النائب الأول (السابق) الأستاذ “علي عثمان” يمتاز بالهدوء ويعمل في صمت، ولا أظن أن هناك شخصاً من أفراد المؤتمر الوطني يكن له العداء رغم ما يقال عنه (يقرص ويلبد) ولكن هذه غير واردة بشهادة الكثيرين الذين ساهموا في وصولهم إلى مواقع قيادية حتى الشرائح الضعيفة كان يصل إليها ويقدم لها الخير، وليس من المنطق أن يقال إن صراعاً قد نشب بين القياديين الكبيرين.
أما الدكتور “نافع” أيضاً يُعد من الزاهدين في المناصب ولم يسع إليها بل يجوِّد ما يُوكل إليه من عمل، وكما قال عنه الدكتور “الترابي” في حوار سابق مع (المجهر) أن الدكتور “نافع” ما على لسانه ليس على قلبه، بل شبه قلبه باللبن الصافي، وهذا يعني أنه من المستحيل أن تنشب خلافات بين الرجلين إلا إذا كانا يريدان أن يتبوآ منصب رئيس الجمهورية.
وهذا غير وارد لأن انتخاب رئيس الجمهورية يتم الترشيح إليه من المؤتمر الوطني وطالما المؤتمر الوطني ظل يتمسك برئيس الجمهورية “عمر البشير” يبقى الصراع غير وارد، إلا إذا كانت هناك قيادات وسيطة طامعة في مقاعد الرجلين أو أكثر طمعاً في كرسي الرئاسة كما قيل في ما مضى عن شخص قيل إن هناك خلافاً أيضاً ناشب بينه والأستاذ “علي عثمان” وحينما بلغ الحديث رئيس الجمهورية قال لا يمكن، فقال له الطرف الآخر الرجل ليس طامعاً في كرسي النائب الأول ولكنه طامع في الكرسي الرئاسي نفسه. لذا لا أظن أن هناك خلافاً ظاهراً أو خفياً بين الرجلين وأن الذي يثار ما هو إلا محاولة لتعكير الصفو بينهما، حتى يظن كل واحد منهما أن الآخر يضمر له الشر وبعد أن يكون الأمر إشاعة أو ملي بطون بالخطأ يصبح الأمر حقيقة وتكون الجهة التي أرادت أن تفسد العلاقة بين الرجلين قد وصلت إلى مبتغاها كما يشاع أيضاً عن سوء العلاقة بين الدكتور “الترابي” والأستاذ “علي عثمان”.