ولنا رأي

الأسافير تحاول أن توقع فتنة بين الرئيس والمزارعين

لو لم أكن حاضراً لقاء السيد رئيس الجمهورية مع رؤساء التحرير وقادة العمل الإعلامي بالقصر الجمهوري ظهر أمس الأول لصدقت ما تناقلته الوسائط الإعلامية المختلفة عن أن السيد رئيس الجمهورية قد شتم مواطن الجزيرة، ولو لم أكن الشخص الرابع أو الخامس من المقاعد القريبة من السيد الرئيس لظننت قد أصابني الصمم ولم أسمع حديث السيد الرئيس عن أهلنا بالجزيرة فهماً صحيحاً.
لقد ذكرنا في رصدنا للقاء السيد الرئيس أمس أن السيد الرئيس كان منتشياً ويتمتع بحيوية فائقة وشهية للحديث عن كثير من القضايا المطروحة على الساحة السياسية والتي أجملها السيد الرئيس بقضية الحوار والسلام والهوية والاقتصاد والجهوية، وفصل كل واحدة منها تفصيلاً دقيقاً.. أما القضية التي أثيرت واستفاد منها البعض للترويج بعد أن خمدت نار تابت وبلع ناس (اليوناميد) كلامهم حاول البعض أن يروج لأمر ليس موجوداً أو استغل استغلالاً سيئاً.
فالسيد الرئيس كان يجيب على سؤال تم طرحه من قبل أحد رؤساء التحرير حول مشروع الجزيرة، فكانت إجابة الرئيس أن مشروع الجزيرة أصبح عبئاً على الدولة رغم أنه مشروع تبلغ مساحته اثنين مليون فدان وأرضه منبسطة ويروى بالري الانسيابي وتكلفته بسيطة ولكنه خسران منذ فترة الستينيات.
الرئيس قال إن الدولة تقوم بتمويل المزارعين في كل مراحل العملية الزراعية، وقال إن مزارعي الجزيرة حينما تطالبهم الحكومة بسداد المديونية يعجزون عن السداد، وأخيراً يطالبون بإعفاء الديون. الرئيس قال إن بعض الشيوعيين حاولوا استغلال المزارعين، وضرب أمثلة ببعضهم وسماهم قائلاً مثل “محمد الأمين” والتفت السيد الرئيس إلى البروفسور “علي شمو” رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والذي كان يجلس إلى جواره فوافقه البروفسور “شمو”، قال الشيوعيين حاولوا استغلال المزارعين بأنهم يقومون بالزراعة وكل العملية الفلاحية وفي النهاية الدولة هي المستفيدة، وأنتم لم تنالوا شيئاً من الزراعة، بينما الدولة تقوم ببناء العمارات من مالكم. وقال الرئيس إن المزارعين حينما يأتون إلى الخرطوم وعندما يمر البص بتلك العمارات يقول المزارعون الموجودون داخل البص شوفوا دي قروشنا بنوا بيها عمارات.
الأمانة تقتضي منا كصحفيين أن نوضح الحقائق إلى الشعب طالما الحكومة وثقت فينا ودعتنا إلى هذا اللقاء.. فنحن نقول الحقائق مجردة، فالرئيس لم يسئ إلى أي شخص في ولاية الجزيرة رجلاً كان أو امرأة أو طفلا أو شيخاً أو مزارعاً، ولكنه كان يتحدث بكل شفافية عن مشروع الجزيرة وعن المزارعين الموجودين فيه، وعن تعاملهم الزراعي وكيف تعاملهم مع الدولة من حيث الحقوق والواجبات، ولكن فهم الحديث خطأ وفُسر خطأ وروجت له جهات أخرى لإحداث فتنة بين الرئيس وسكان ولاية الجزيرة، فنحن لا ندافع عن الرئيس ولا عن الحكومة ولكن الواجب يقتضي أن نوضح الحقائق التي تم تشويهها وإن لم نصححها نعتبر خائنين لأمانة الكلمة التي مُلكناها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية