ولنا رأي

الغش وسارقي الدرجات العلمية..!!

تجاوز الغش البيع والشراء والسمسرة إلى أن وصل الغش في أهم شيء وهو العلم، فقد تم اكتشاف عشرة من حملة الرسائل العلمية اتضح أن رسائلهم مضروبة أو مسروقة فكشفت كلية الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية أن عشرة من الطلاب قاموا بسرقة بحوث علمية فسحبت الجامعة الشهادات منهم مع طي سجلهم ووضعتهم في القائمة السوداء ومنعتهم من التقديم لأي برنامج في الجامعة، بعد تلك الحادثة رأت أن تكون هناك خطة تنسيقية بين كليات الدراسات العليا بالجامعات السودانية والعربية لمنع انتقال السارق إلى جامعة أخرى.
إن ما حدث بجامعة أم درمان الإسلامية خطر يتطلب وقفة من كل الجامعات لما وصل له الحال في السودان.. فإذا تفشت ظاهرة السرقة من أجل قوت الطعام وسرقة الأموال من المؤسسات الحكومية والخاصة وانتشر الفساد المالي في كل الأرجاء، فما الذي يدفع أهل العلم لسرقة مجهود آخرين ليكتب باسمهم، وإذا كان التاجر أو الحداد أو النجار أو أي صاحب صنعة في غفلة ضمير حاول أن يخدع المواطن بزيادة السعر إلى ضعف الذي  اشتراه به وربما يتحلل من المال الحرام بالتصدق به على الفقراء والمساكين إذا صحا ضميره وحاول أن يتوب إلى الله.. فماذا يفعل حاصل الدرجة العلمية الرفيعة الماجستير أو الدكتوراه كيف يتحلل من تلك السرقة هل يذهب طائعاً مختاراً إلى إدارة الجامعة طالباً منها سحب الرسالة العلمية التي منحتها له وهي في غفلة ولا تدري، كيف نال هذا الشخص تلك الدرجة العلمية وماذا سيكون موقفه أمام زملائه من الدكاترة وطلابه بالجامعات إذا كان فعلاً عمل بتلك الدرجة العلمية الرفيعة، هل يقول لهم لقد سرقت بحث الطالب فلان الفلاني ونسبته إلى شخصي حتى أكون بين الناس الدكتور فلان؟ وفي المجتمع يقال لي جاء الدكتور وذهب الدكتور، حتى أبناءه كيف يواجههم وكيف يقول لهم عندما تسحب منه الدرجة العلمية الرفيعة، لقد وصلنا حالنا إلى درجة تدعو إلى الحسرة.
لقد كان الأستاذ السوداني في نظر كثير من دول العالم عربياً أو أفريقياً أو أوروبياً لا شبيه له وحتى الجامعات السودانية يوفد إليها طلاب العلم من الدول العربية والأفريقية، وحظي الأستاذ الجامعي السوداني بهالة كبيرة من التقديس، ولكن مثل هذه الظواهر تخصم من رصيده ومن رصيد الوطن والجامعات التي يتخرج منها، لقد اكتشفت الجامعة الإسلامية أولئك متأخراً فكم حامل رسالة علمية الآن مشكوك في صحتها العلمية.. لقد سمعت في وقت مضى أن حاملي الدرجات العلمية من الجامعات السودانية وضعوا تحت المجهر في بعض الجامعات العربية وربما رفض تعيينهم لتسرب معلومات عن عدم صحة الشهادة التي يحملونها.
لقد هبط مستوى التعليم في السودان والسبب أن بعض حملة العلم أصبحوا من الغشاشين.. وليس الغش في الدرجات العلمية الرفيعة، فحتى شهادات البكالوريوس يقال إنها تباع وتشترى وهناك مختصون في هذا الشأن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية