إلى متى ينتظر قطاع الشمال؟!
كتبنا مع بداية جلسة الحوار بين الحكومة وقطاع الشمال بأن استئناف التفاوض بين الطرفين لن يصل إلى نتيجة إيجابية طالما أن رئيس وفد قطاع الشمال “ياسر عرمان” لا يملك قراره بل تحركه جهات خارجية. وطالبنا بعودة وفد الحكومة إلى البلاد لأن الجلوس في تلك المفاوضات مضيعة للوقت ولمال الدولة مع جهات ترغب في النزهة والتلذذ بعكننة التفاوض قبل أن يستقيم عود الوفد الحكومة والاسترخاء على طاولة المفاوضات، طالب “ياسر عرمان” بضم دارفور إلى التفاوض بل طالب أكثر بفتح ملف السودان كله خلال جلسات التفاوض، لذا فإن وفد قطاع الشمال ظل يماطل منذ زمن طويل ولا يهمه الوصول إلى اتفاق طالما أنهم يعيشون في بحبوحة من العيش وينتقلون من فندق إلى آخر ومن دولة إلى دولة أخرى، فلا يهمهم أن يحرق المواطن المكتوي بنار الحرب طالما أمورهم تمام التمام.
إنَّ وفد الحكومة كان من المفترض أن يصل مع وفد قطاع الشمال إلى مناقشة القضايا المتفق عليها.. دون السماح لهم التوسع في إضافة بنود جديدة، وطالما الوفد يراوغ يجب أن يستخدم الوفد الحكومي نفس الأسلوب ونفس المماطلة التي يقوم بها قطاع الشمال، فإذا تأخر وفدهم ساعة، على الوفد الحكومي أن يتأخر ساعتين وهكذا وما فيش حد أحسن من حد.. لأن التساهل ومد حبال الصبر كلها ستأتي بنتائج عكسية والطيبة التي يتمتع بها البروفيسور “غندور” والتعامل الراقي يُفهم منه أن البروف ضعيف ولا بد أن يمارسوا عليه ألواناً وأنواعاً من الحيل والخداع حتى يتمكنوا من إفشال الجولة، وإذا تضايق الوفد الحكومي يقوموا بفض الجلسات ويحملوا الوفد الحكومي سبب الانهيار علماً بأن وفد قطاع الشمال ليس راغباً في الوصول إلى اتفاق ينهي النزاع بالمنطقتين وحتى إذا ما تم التوصل إلى توقيع اتفاق سيخرجون في اليوم التالي بمشكلة جديدة تزيد من أزمة البلاد.. بل تكون هناك جولات أخرى لمناقشة مشكلة جديدة لم تكون في الحسبان.
إنَّ الأزمة أو الصراع الدائر الآن بين قطاع الشمال والحكومة لن ينتهي وعلى الحكومة أن تجهز نفسها لما بعد تلك الجولات.. طالما وفد القطاع يحاول أن يكسب وقتاً بالدخول في مفاوضات يعلم سلفاً أنها خاسرة ولن تقدم أو تؤخر في حل المشكلة.. وحتى الوسطاء لم يستطيعوا إقناع الطرف الآخر بل هم مستفيدون من هذا الصراع ووجدوا لهم وظيفة يقتاتون منها طالعين نازلين ماشين السودان جايين من السودان ماشيين أديس جايين من أديس ويستمر الموال والبسطاء والضعفاء من أبناء الشعب يلوكون الصبر وتزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، تنتشر الأمية وسطهم وتنتشر الأمراض ويهجرون مدنهم وقراهم في انتظار المجهول، و”ياسر عرمان” ومن معه يعيشون حياة الدعة والراحة ويتاجرون بقضية الوطن.