ولنا رأي

وخرجت "عائشة" عن صمتها فهل يستجاب لها؟!

لم تكن رسالة القيادية بالمؤتمر الوطني الدكتورة “عائشة الغبشاوي” إلى الحكومة بسبب غلاء المعيشة وسخط المواطنين هي الأولى، بل هناك رسائل متعددة في نفس الاتجاه كانت قد وجهتها الدكتورة والقيادية البارزة في المؤتمر الوطني والبرلمان الدكتورة “سعاد الفاتح”، حينما قالت رسالتها للبرلمان أن الشعب السوداني شعب طيب ولكن حينما يقوم صعب، كما ذكرت أيضاً أن الشعب السوداني لم يجد سخينة ليأكلها. لقد بدأ صوت القياديين في المؤتمر الوطني يبرز على السطح فبدأوا يتحدثون عن معاناة الشعب وعن الفساد الذي استشرى وبدأوا المطالبة بمحاسبة ومعاقبة المفسدين.
تيارات كثيرة داخل المؤتمر الوطني لم يعجبها الحال ولكنها صامتة ربما تنفجر كما انفجرت الدكتورة “سعاد الفاتح” والدكتورة “عائشة الغبشاوي”. صحيح الجوع كافر والإنقاذ حينما أطاحت بالحكم قالت بأنها جاءت لتنقذ الناس، لأن فترة الديمقراطية الثالثة استشرى فيها الجوع والأوضاع الاقتصادية كانت سيئة، ولكن عندما جاءت الإنقاذ استبشر الشعب خيراً بها وأن حالة الدعة والرفاهية ستعود إليه، إلا أن حال الرفاهية لم يستمر طويلاً إلا بضع سنين هي الفترة التي خرج فيها البترول، وكان فاتحة خير وبركة على الوطن والشعب والحكومة، إلا أن المواطنين ورغم الاستقرار المعيشي وثبات الدولار كانوا يعتقدون أن تلك الأموال كانت تذهب لفئة معينة ممن هم منسوبون للحكومة والمؤتمر الوطني، بينما بقية الشعب يعيش في معاناة اقتصادية خانقة.. الآن بدأت أصوات داخل المؤتمر الوطني خاصة النساء كما أشرنا من قبل للدكتورة “سعاد” والدكتورة “عائشة”، بدأوا يتألمون لمعاناة الشعب المسكين الذي طحنه الجوع والفقر. وحذرت “الغبشاوي” في رسالتها للنواب من يوم القيامة والحساب وعدم إخفاء الحقائق.
الدكتورة “عائشة” استشهدت بما أصاب الناس من فقر وجوع ودفع الغلابة منهم وممن اضطرته الحاجة إلى السرقة، كما سرقت الفتاة دجاجة وتم القبض عليها أو كما خطف الطفل الدواء من أجل والده المريض.
الصورة قاتمة لحياة المواطنين فالجوع والفقر لا أحد يحتملهما وتلك الرسائل الموجهة من قياديات بالمؤتمر الوطني ينبغي أن تتم دراستها والانتباه لما يقولون ولولا الحال وصل اللحم الحي لما دفع أولئك بالخروج عن صمتهن وتقديم تلك الإشارات، عسى ولعل تحرك في قلوب ونفوس أهل السلطة الاهتمام بالشرائح الضعيفة التي ظلت في حالة معاناة مستمرة بسبب الفقر والجوع، فهل يستجاب لصوتهن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية