تعثر "سلفا كير" أضاع معالم الزيارة..!!
أحداث صغيرة، تخطف الأضواء عن الأحداث الكبيرة، فأمس الأول جاء رئيس دولة الجنوب “سلفا كير ميارديت” في زيارة رسمية للبلاد، سبق أن تأجلت عن موعدها السابق، بغرض مناقشة العديد من الملفات بين الدولتين بعد أن انفصلتا 2011م.
التركيز كان على الزيارة ومخرجاتها ومدى نجاحها في هذه الظروف السياسية المعقدة إن كانت في الجنوب أو الشمال، لكن رئيس دولة الجنوب وهو في طريق عودته إلى بلاده تعثر على سلم الطائرة الكينية التي كانت ستعيده إلى بلاده.. هذا التعثر خطف الأضواء عن كل الزيارة ومخرجاتها، واهتم الإعلام به دون ما تم التوصل إليه بين الطرفين في المجالات المختلفة.. الأجهزة الأمنية يهمها أن تخفي أي جانب سالب لهذه الزيارة أو غيرها من الأحداث.. وهذه مهمتها أن تجعل الملف نظيفاً، فقيل إنها تسلمت شرائط الكاميرات التي وثقت الحدث (تعثر الرئيس) ورغماً عن ذلك فرجل الشارع البسيط وصاحب البقالة والمرأة العجوز الجالسة في مطبخها علمت أن رئيس دولة الجنوب جاء في زيارة رسمية إلى السودان، لكنه تعثر وهو يهم بالصعود إلى الطائرة.. مثل هذه الأخبار لا تخفى في وجود وسائل الاتصال الحديثة والأجهزة الذكية التي تصور الحدث في ثانية، فالوضع لم يعد كما في السابق من حيث إخفاء المعلومة، وما زال نعال “منتصر الزيدي” الصحفي العراقي بائناً للعيان عندما قذف به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فكل شاشات العالم والوكالات نقلت الحدث.. لماذا نخفي حدثاً وقع؟ وماذا يضير السودان إذا نُشر خبر تعثر رئيس دولة أخرى؟ الأمر أكثر من عادي ولا يحتاج إلى الإخفاء.. طالما السودان لم يكن هو المتسبب في الحدث فهل سقطت طائرته وهي تحاول الهبوط بمطار الخرطوم؟ هل أيضاً سيمنع نشر الحدث؟ لا بد أن تتغير الذهنية السودانية للأحداث ونشرها.. وبالعكس الإخفاء سيجعل التفسير والترويج لهذا الحدث أكبر مما هو تعثر بسيط.
إن زيارة رئيس دولة الجنوب للشمال مهمة للطرفين، فدولة الجنوب مواجهة بصراعات داخلية، صراع على السلطة بين حكومة “سلفا كير” القائمة ونائبه السابق دكتور “رياك مشار”، فالزيارة يمكن أن تتعرض لعدد من الملفات التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة الأولى بين “سلفا كير” و”مشار”، وثانياً الوصول لاتفاق بين دولتي الشمال والجنوب حول كيفية التعاون بين البلدين والخروج من الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الانفصال وتوقف ضخ نفط الجنوب.. كيف يمكن أن تتنازل دولة الجنوب عن تعنتها فيما يتعلق بالبترول ومروره عبر الأراضي السودانية.. وكيف يمكن أن تكون هناك رؤية خاصة في مجال البترول الذي كان السبب الرئيس في تدهور اقتصاد البلدين.
أن زيارة الرئيس “سلفا كير” فيها كثير من الجوانب الإيجابية، ولا بد من اتخاذ قرارات سريعة تؤكد حسن النوايا بين الطرفين بدلاً عن الانتظار لفترات أطول ويكون نصف الجنوب قد عاد مرة أخرى إلى الشمال بسبب الضائقة المعيشية والحرب الدائرة بين أطراف النزاع.