ولنا رأي

حملة التسجيل الانتخابي!!

رغم ما يردده الساسة عن مقاطعة انتخابات 2015م في عبارات وردت على لسان الأستاذ “كمال عمر” الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، وحديث للإمام “الصادق المهدي”، أن الدستور انتهت مدة صلاحيته ولا يحق للرئيس “البشير” الترشح للانتخابات القادمة، فإذا ربطنا حديث الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الرافض للمشاركة في الانتخابات، وحديث الإمام الرافض لترشيح الرئيس، ولكن المفوضية القومية للانتخابات يلاحظ أنها لم تهتم لذلك كثيراً ولم تشغل بالها بأحاديث الساسة، فتقوم بعملها تماماً وهاهي تعلن الآن عن فتح السجل الانتخابي في الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري، لكل من بلغ سن الثامنة عشر من عمره فله الحق أن يذهب إلى مراكز التسجيل بولايات السودان المختلفة لتسجيل اسمه أو التأكد من أن اسمه ضمن المسجلين السابقين والذين شاركوا في انتخابات 2010م بمراكز التسجيل أو المراكز التي جرت فيها الانتخابات، والشخص الذي لا يذهب لتسجيل اسمه سيفقد حقه في العملية الانتخابية بمعنى أنه ليس له الحق في التصويت .
فالحملة الانتخابية التي تعلنها المفوضية الآن تنتهي في الحادي عشر من نوفمبر الجاري وهي فترة الطعون تنشر بعدها الكشوفات الأولية ثم من بعد ذلك نشر الكشوفات النهائية، ففي انتخابات 2010م كان عدد المسجلين قد تجاوز أحد عشر مليون شخص ويتوقع في انتخابات 2015م أن يبلغ عدد المسجلين اثني عشر مليون، بمعنى أن الزيادة المتوقعة في هذا السجل لا تتجاوز الثلاثة ملايين تقريباً لمن بلغ سن الثامنة عشر، ولم يكن مشاركاً في انتخابات 2010م ولكن لابد أن يحرص المواطنون على عملية التسجيل، فهي حق لكل مواطن أن يذهب بنفسه ليمارس حقه الشرعي حتى يتمكن من اختيار من يمثلونه في البرلمان القادم، إضافة إلى مشاركته في انتخاب رئيس الجمهورية. وفتح السجل ليس المعنيون به هم من بلغ سن الثامنة عشر، ولكن أيضاً يدخل في ذلك كل شخص غير منطقة سكنه أو فقد جنسيته أو غيرها مما يستدعي تنقيح السجل الانتخابي منهم.
إن نجاح حملة السجل الانتخابي تعتمد على إستراتيجية واضحة خاصة وأن انتخابات 2015م تختلف عن انتخابات 2010 التي شهدت زخماً كبيراً من قبل المانحين والمجتمع الدولي الذي أراد قيامها لشيء في نفس يعقوب، وقد كان ذاك الشيء ولكن الآن لا يوجد الشيء ولا يعقوب، ولذلك يتطلب أن تكون الحملات ذات تأثير كبير من أجل نجاح العملية الانتخابية في تلك الظروف الملبدة بغيوم السياسة والسياسيين، ولكن هناك من الوسائل التي يمكن أن تستخدم في إنجاح الحملة منها الوسائط الحديثة والقروبات التي يتم فيها التفاعل وتداول المعلومات بأسرع ما يمكن، إضافة إلى الرسائل القصيرة والمعبرة التي تستخدم عبر الإذاعة والتلفزيون والتي شهدناها في الانتخابات الماضية مثل (ما عذبتنا يا خلف الله) ويمكن للمسرحيين والدراميين وأهل الفن أن يبتكروا من الوسائل التي يمكن أن يوصلوا من خلالها تلك الرسائل التي تدفع بالمواطنين الذهاب إلى مراكز التسجيل ثم من بعد ذلك إلى مراكز الاقتراع.. لذا لابد أن يمارس المواطن حقه في تسجيل اسمه والمراكز التي يبلغ  عددها أكثر من سبعة آلاف مركز بولايات السودان المختلفة تتيح لكل مواطن أن يمارس حقه الشرعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية