دبلوماسية "البشير" أفسدت مخطط الطامعين!!
نجحت صحيفة (الشرق الأوسط) في إجراء حوار مطول مع السيد رئيس الجمهورية بمقر إقامته بالمدينة المنورة مؤخراً، ويعد الحوار أول حوار لرئيس الجمهورية قبل أن يجري عملية تغيير ركب بمستشفى (رويال كير) بالسودان. وقد انتهزت صحيفة(الشرق الأوسط) وجود رئيس الجمهورية خلال فترة الحج وقامت بإجراء الحوار المميز والذي أجاب على كثير من نقاط الاستفهام التي يتساءل عنها المواطن العادي والسياسي والساسة بدول الجوار، فقد دار خلال الفترة الماضية جدل كثيف في الأوساط السياسية الداخلية والخارجية عن علاقة السودان أولاً بالمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج مثل البحرين، خاصة في تنامي العلاقة بين السودان وإيران والتمدد الشيعي في السودان.
الرئيس “البشير” كان دبلوماسياً في إجاباته على صحيفة (الشرق الأوسط) واستطاع أن يدحض كل ما يدور عن علاقة السودان بإيران، واعتبر العلاقة علاقة عادية مثلها ومثل بقية الدول، بمعنى أن العلاقة ليس فيها أي خصوصية على بقية الدول خاصة دول الخليج التي أحست بأن هناك علاقة خاصة بين السودان وإيران. ونفى السيد الرئيس كذلك أن يكون إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالسودان محاولة تمويهية لدول الخليج، وبذلك يكون رئيس الجمهورية قد قطع أي تفسير غير ذلك لإغلاق المراكز الإيرانية. لا ننكر أن علاقة السودان بإيران في بداية الإنقاذ كانت جيدة وبدأت بعض الشركات الإيرانية تفد إلى السودان لإكمال بعض الطرق، ولكن كل شيء تبخر ولم تفِ إيران بأي وعد قطعته مع السودان حتى طريق الجبلين الرنك لم تفعل فيه شيئاً، وظل ردميات لفترة طويلة من الزمن والدول مصالح، وإذا لم تكن هناك مصلحة بيني وبين الدول الأخرى فلا فائدة من العلاقة معها، فالسودان الآن مصلحته مع دول الخليج بل كانت مصلحته معها منذ أزمان طويلة. وقدمت دول الخليج للسودان الكثير في مجالات مختلفة سواء كانت متعلقة بالصناعة أو الزراعة أو الطرق أو غيرها من الأعمال التي لا أحد ينكرها، فالمصانع شاهدة على ذلك والأرض الزراعية والمحصولات الزراعية التي تنقل لعدد من الدول العربية بائنة.
لقد استطاع السيد رئيس الجمهورية أن يقطع الطريق على المراهنين بخلق أزمة بين السودان ودول الخليج ثم بين السودان ودولة مصر، فقد ظل الإزميل يطرق بقوة لاستغلال قضية حلايب لإفساد العلاقة بين البلدين، ولكن رئيس الجمهورية بحكمته وحنكته من خلال الحوار استطاع أن يفسد مخطط أولئك ويقول لن نحارب مصر بسبب حلايب. وقد استطاع من قبل الرئيس “عبد الناصر” في نفس القضية عندما أراد عبد الله خليل أن يوجه قوة عسكرية لحلايب، فحكمة الرئيس “عبد الناصر” أيضاً كانت حاضرة ولطف الأجواء وعاش الشعبان في أمن وسلام. وها هو الرئيس “البشير” يعيد التاريخ من جديد من خلال دبلوماسيته، ليقول لن نحارب مصر بسبب حلايب وبهذا الحديث يمكن أن يدخل كل جحره، فالعلاقة بين السودان ومصر أقوى ولن تفسدها حلايب.