غياب الصحف في العيد..!!
منذ عشرات السنين تتعطل القراءة أيام فترة الأعياد (الفطر) أو (الأضحى) المبارك، وتفشل الصحف في إصدار صفحاتها كالمعتاد بسبب المطابع والعاملين الذين يسكن جلهم بولايات السودان، وبسبب عدم وجودهم بالعاصمة يتعطل إصدار أية صحيفة سياسية أو اجتماعية أو حتى رياضية، وما صدر من تلك الصحف لا يشفي غليل القراءة لأن الناشر أو صاحب الصحيفة يريد أن يقول أنا موجود بأي شكل من أشكال الصدور، ثماني صفحات، اثنتا عشرة صفحة ونادراً ما تصدر صحيفة خلال فترة العيد كما كانت تصدر الأيام العادية.
إن دولاب الدولة يتعطل تماماً قبل أن يحل العيد بأيام، فإذا ذهبت إلى أية معاملة تجد إجابة الموظف (الدنيا عيد)، فكل شخص همه كيف يرتب حاله للسفر إلى ذويه بإحدى ولايات السودان المختلفة، لذا فإن الصحافة أيضاً معذورة في حالة عدم صدورها أيام العيد لتلك الأسباب الواهية، المطبعة لا تعمل في العيد لأن الناشر لا يرغب في منح العاملين اليوم بيومين أيام تلك العطلات وحتى المطبوع لا يشفي، فإذا كانت الصحيفة تطبع في الأيام العادية أكثر من عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألف نسخة في اليوم الواحد، فإنها تعجز عن إصدار خمسة آلاف نسخة خلال العطلات بحجة أن القراء لا يقبلون على القراءة في العطلات ودونك (الجمعة)، فكثير من الكُتاب لا يكتبون يوم (الجمعة) ولنفس السبب، وإذا كانت هناك مادة جيدة فالصحيفة لا تدفع بها أيام العطلات بل تحتفظ بها في بداية الأسبوع أو منتصفه حتى الإعلانات أصحابها عشش في أذهانهم أن الإعلان إذا صدر في العطلات لا يخدم الغرض أو لا يصل إلى كل المستهدفين، فالعالم كله لا تتعطل صحفه في الأعياد والمناسبات عدا “السودان”.
لقد حاول شيخ “يس عمر الإمام” رحمة الله عليه عندما كان رئيس مجلس إدارة صحيفة (السودان الحديث) أن يوزع الصحيفة بطريقة خاصة عن طريق إقامة صناديق بمنازل المواطنين توزع فيها الصحيفة يومياً وبقية الإصدارات الأخرى نظير اشتراك شهري أو نصف سنوي، بجانب التوزيع عن طريق (البقالات) الكبيرة، ولكن الفكرة ماتت في مهدها وكثير من الناشرين حاولوا أن يوزعوا صحفهم عبر (السوبر ماركت) أيضاً الفكرة لم يكتب لها النجاح، لذا لابد من ابتكار وسائل حديثة يستطيع من خلالها الناشرون توزيع الصحيفة خلال فترة الأعياد حتى لا تكون الحجة أن جل مكتبات الصحف تتلف في العيد، وكذلك المطابع في الماضي كانت إجازة العيد لا تتعدى الثلاثة أيام، ولكن خلال عيدي (الفطر) و(الأضحى) تجاوزت الإجازة الأسبوع فليس من المنطق أن تغلق الصحف طوال تلك الفترة والأحداث كثيرة، ولحسن الحظ لم تحدث في هذا العيد أحداث كما شهدناها في أعياد سابقة وكانت معظم الصحف في إجازة ما عدا (أخبار اليوم) التي يحرص زميلنا “أحمد البلال الطيب” على صدورها.
نأمل أن يتغير الحال في العيد المقبل وأن يتفق الناشرون على وسيلة تجعل الصحف في أيدي القراء خلال فترة العيد.. وكل عام وأنتم بخير.