والي الخرطوم ما بين "الخضر" و"عطا المنان"..!!
مازال والي ولاية الخرطوم لانتخابات 2015 يكتنفه الغموض فعلى الرغم من سخانة الجو الانتخابي في شورى المؤتمر الوطني التي جرت مساء أمس بقاعة الشهيد “الزبير” وحضرها عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى وتقدم الدكتور “عبد الرحمن أحمد الخضر” والي الولاية الحالي بأعلى الأصوات، ولكن المكتب القيادي ليس ملزماً بقبول أعلى أو أدنى الأصوات التي حصل عليها المرشح في مجلس الشورى أو المؤتمر العام.. لذا فإنَّ الموقف في اختيار الوالي في كل ولايات السودان ربما يحدث فيه تغيير للوالي الذي حصل على أعلى الأصوات في مجلس الشورى ففرص الولاة مهددة وقبولها يتم من قبل رئيس المكتب القيادي وهو رئيس الجمهورية. وفي حالة ولاية الخرطوم التي حصل فيها الدكتور “عبد الرحمن الخضر” على أعلى الأصوات ربما يختار المكتب القيادي “الحاج عطا المنان” الذي حصل على أصوات أقل من التي حصل عليها “الخضر” أو الدكتور “عمار” أو الدكتور “فيصل” أو أي شخص من الخمسة الذين حازوا على الثقة.
الدكتور “عبد الرحمن الخضر ” من الولاة المجتهدين واستطاع أن يقدم عملاً كبيراً بولاية الخرطوم مثل كورنيش النيل وافتتاح الكباري وعدد من المشاريع التنموية بالمراكز الصحية والمستشفيات، إلا أنَّ كل ذلك لم يشفع للدكتور “الخضر” لأنَّ ولاية الخرطوم تعتبر سوداناً مصغراً ومن الصعب أن تظهر فيها كل الإنجازات خلال فترة وجيزة كما ظهرت الإنجازات التي حققها والي ولاية البحر الأحمر الدكتور “محمد طاهر إيلا”. والدكتور “الخضر” رجل طيب ومحبوب من الجميع وتجده يسهر الليالي في كثير من المواقع، ولا أعتقد أن فرصته في أن يعود مرة أخرى والياً لولاية الخرطوم ضعيفة إلا إذا كانت هناك موازنات أخرى تبعده عن الموقع، ولكن حظه أكبر من البقية فإذا نظرنا إلى المهندس “الحاج عطا المنان” فرغم تجاربه الكبيرة وأنه رجل استثماري من الطراز الأول ولكن منذ أن فقد موقعه في ولاية جنوب دارفور التي عمل فيها ولفترة من الزمن وأحدث فيها نهضة كبيرة ولكن القبلية والجهوية أبعدته عن الموقع فمنذ ذاك التاريخ أصبح الرجل زاهداً في المناصب فلم يبحث عنها ولم يقدمه الحزب لأي موقع تنفيذي منذ فترة طويلة.. ولكن القرار في النهاية لدى الحزب ولرئيس الجمهورية، فإذا أراد الحزب وأراد رئيس الجمهورية فالموقف هنا أوامر لابد أن تنفذ ولكن أعتقد أن المهندس “الحاج عطا المنان” ربما رفض المواقع في آخر لحظة.. أما بقية المرشحين فالمهندس “صديق علي الشيخ” نائب الوالي يعتبر اليد المساعدة أو المساندة للسيد الوالي في كل أعماله، فإذا كانت فرص توليه المنصب ضعيفة فمن المتوقع أن يجد موقعه في الولاية حال نيل الدكتور “عبد الرحمن الخضر” الموقع مرة أخرى، ولا أظن أن المهندس “صديق” معول كثيراً على المنصب ولكن كان مع “الخضر” في تنفيذ كل المشاريع مثل مشروع الترام والقطار والنقل النهري ومشروع النظافة وكل المشاريع التي وضعت الفترة الماضية.. أما الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” إذا لم يستطع أن يحقق نجاحاً في ولايته فلا أعتقد أن فرص نجاحه في ولاية الخرطوم كبيرة، وكذلك “جودة الله” الذي فشل في مشكلة مياه الولاية، فكيف يحل مشاكل كل الولاية، ففرص نجاح “الخضر” هي الأكبر إذا انسحب “الحاج عطا المنان”.