ولنا رأي

مول الواحة وسوق الخرطوم للخضر والفاكهة!!

متناقضات يعيشها الشعب السوداني، فبينما الناس يتحدثون عن الغلاء وارتفاع الأسعار يومياً من أدنى صنف إلى أعلاه نجد ناساً يعيشون حالة الترف والحياة الرغدة.. شاهدت ذلك وفي موقع واحد بمول الواحة بالخرطوم، هل تعرفون ماذا كان هذا المول وماذا كان اسمه، لقد كان المول وحتى ما بعد الثلاثين من يونيو 1989م بقليل كان اسمه سوق الخرطوم وكان هذا السوق يعج بكل أنواع الخضروات والفواكه واللحوم والدجاج والبيض والسمك، كان السوق مكشوفاً تدخله من كل الجهات وتشتري من كل المحلات، كل المواطنين بولاية الخرطوم بعد الدوام كانوا ينتشرون داخل هذا السوق يشترون احتياجاتهم بأرخص الأثمان ومن ثم كل يتجه إلى مدينته فمعظم مواصلات الولاية كانت تتركز بجوار هذا السوق، ولكن تغير هذا السوق إلى بناية شاهقة تتكون من عدة طوابق وبها عشرات الدكاكين الفارهة!.
الصدفة دفعتني لأدخل هذا السوق أو المول شاهدت عشرات الأسر يرتادون المول ويشترون بمبالغ عالية، فلن تصدق إذا قلت لك إن كيلو البصل الأحمر معروض داخل السوق بأحد عشر جنيهاً وكذلك الخضروات، بينما كان سعر الجبنة المضفرة (120) جنيهاً مقارنة بـ (70) جنيهاً خارج السوق، تعجبت لهذه الأسر التي تشتري بكميات كبيرة وهي تدفر العربات التي توضع فيها تلك المأكولات، صحيح طريقة العرض مغرية والأصناف جذابة ولكن ليس لهذه الدرجة من الغلاء الفاحش، كيلو اللحمة بأكثر تسعين جنيهاً، بينما الناس تشكو من الغلاء بالخارج حينما وصل الكيلو إلى سبعين جنيهاً.
الشعب السودان يثور لارتفاع سعر الطماطم إلى عشرين جنيهاً بينما يذهب إلى هذا المول ليشتريها بأربعين جنيها. سألت عن صنف من الأجبان فقالت البنت المسؤولة عن البيع بأن السعر مائة وخمسون جنيهاً لكيلو الجبنة، أما الفراخ الذي انخفضت أسعاره خارج المول ووصل سعر الكيلو إلى (32) جنيهاً فهو داخل المول بزيادة ثمانية أو عشرة جنيهات إضافية.
 نحن شعر تفاخري فكلما غلا سعر الصنف بالأسواق العادية نحتج وتتزمر ولكن لا يهمنا السعر في مثل هذه الأماكن الراقية حتى يحاول البعض منا أن يتشبه بأبناء الذوات حتى ولو كان معدماً.
سألت عن حذاء أصبت بصدقة عندما سمعت السعر هل تعرفون كم كان السعر (900) جنيه أي ما يقارب المليون جنيه وهي ماهية أسرة صغيرة، أما المبلوسات الأخرى حدث ولا حرج، فلا ندري هل الشعب السوداني الذي يثور يومياً لغلاء الأسعار هل يستطيع الشراء بتلك الأسعار الفلكية نقول موجودين وهؤلاء ما دقت فيها طوبة وما عارفين من أين أتت ولذلك نجد المول مليء بالزوار وبالمشترين يومياً صباحاً ومساء. ورحم الله سوق الخرطوم للخضر والفاكهة السابق الذي كان لصغار وكبار الموظفين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية