سماسرة آخر زمن..!!
لم يسلم وزير المالية السابق الأستاذ “علي محمود” من النقد وملاحقة الإعلام له ونتبع حياته وخطواته حتى حاول السماسرة الإيقاع به في شراك الفساد.
فالأستاذ “علي محمود” كان ينفذ سياسة دولة عندما رأت الحكومة أن تطبق البرنامج الثلاثي، ورفع الدعم عن المحروقات لم يكن قراراً فردياً بل كان سياسة دولة ولكن كما يقول المثل السوداني “شقي الحال يقع في القيد” فلاحقته الصحافة بالنقد والسخرية ولكن بروده وعدم استجابته للاستفزاز استطاع أن يمتص كل ما كتب وقيل عنه خلال تلك الفترة، وأخيراً وبعد الطرق المتلاحق ما كان من الحكومة إلا أن تجعل منه كبش فداء فخرج في أول تعديل وزاري فأراح نفسه وأراح الناس وكل الذين كانوا يعتقدون أن سياسته المالية هي التي أدت إلى ارتفاع سعر الدولار وزدات أسعار السلع الاستهلاكية وزادت الضرائب والعوائد والجمارك وأصبحت حياة الناس جحيماً، ولكن بعد ابتعاده لم يتغير الحال ولم يكن خلفه وسياسته أفضل منه بل زاد الطين بلة وزدات أسعار السلع أكثر مما كانت في عهد “عبد الرسول”.. لأن الأستاذ “بدر الدين” وزير المالية الذي جاء خلفاً له لم يحمل عصا سحرية ليحول الاقتصاد المتردي إلى منتعش، فالأستاذ “علي محمود عبد الرسول” رغم ابتعاده عن الجهاز التنفيذي ولكن السهام ما زالت تلاحقه فرشح في الأخبار أن سمساراً حرك إجراءات قضائية في مواجهته بسبب شراء منزل لم يحصل على عمولته من السيد الوزير السابق، وقدر ثمن المنزل بـ(19) مليار جنيه ولا ندري لماذا صمت هذا السمسار طوال تلك المدة ولم يحرك بلاغاً في مواجهة وزير المالية السابق ليأتي اليوم لتحريكها، علماً بأنَّ السيد الوزير قد ترك الوزارة ما يقارب العام، وإذا كان السيد الوزير قد اشترى المنزل عقب خروجه من الوزارة يفترض أن يكون السمسار قد نال نصيبه من تلك السمسرة والمبلغ الذي حصل عليه راح في حق الله.. لا ندري لماذا صبر هذا السمسار على السيد الوزير السابق طوال تلك الفترة ولم يحصل على سمسرته لقد ظهر قبيلة اسمها السماسرة تحاول الحصول على المال بأي طريقة رغم أن هذه المهن أصبحت لها مكاتب وتسجيلات ولا يمكن أن يكون شخص مثل الأستاذ “علي محمود” وصل إلى مركز وزير مالية لا يعرف كيف يتعامل مع عامة الشعب، وهل يعقل أن يدخل السيد الوزير في شراء منزل من شخص ليس له مكتب خاص، وهل صاحب هذا المكتب يترك حقوقه طوال تلك الفترة ليحركها الآن؟.
نحن لا ندافع عن وزير المالية السابق وليس لنا علم بما لديه من مال اشترى به تلك الأرض، ولكن نتحدث عن تلك الظواهر والتي تحاول أن تستغل الصحف في مثل هذه القضايا، والله أمر بالستر، وإذا كان أولئك السماسرة لم ينالوا حقوقهم فعليهم أن يتجهوا للقضاء لأخذ حقوقهم بدلاً عن نشر الغسيل على الصحف.