ولنا رأي

توحيد الوطن أولاً يا دكتور!!

ذكر خبر نشرته إحدى صحف الخرطوم أن الدكتور “حسن الترابي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي يقود مبادرة لتوحيد الحركة الإسلامية من خلال ورقة أعدت لذلك، والتيار الذي يسعى للتوحيد يضم عدداً من الشباب تبلغ أعمارهم ما بين الخمسة والثلاثين والخمسين عاماً.
كل الحديث الذي يدور في الساحة السياسية منذ أن أطلق رئيس الجمهورية في مطلع يناير المنصرم خطاب الوثبة كان يتحدث عن الحوار، وقد اجتمع في ذاك اللقاء بقاعة الصداقة بالخرطوم أكثر من ثمانين حزباً سياسياً كانت من بينهم الأحزاب الكبيرة الأمة القومي والاتحادي والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. وكان الدكتور “حسن الترابي” حاضراً في ذاك اللقاء وربما لم يلتق في تظاهرة سياسية منذ أن حدثت المفاصلة بين المؤتمرين.. فالحديث يدور حالياً كيف يصل الناس إلى حوار جامع تشارك فيه القوى السياسية والأحزاب وحتى الحركات المسلحة، ولم يتطرق أي حديث عن الحركة الإسلامية أو كيفية توحيدها.. لأن الحركة الإسلامية لا خلاف عليها الآن ولا أظن أن هناك ما يستدعي توحيدها لأنها أصلاً موحدة، فالقضية الآن قضية وطن بأكمله كيف نعيد الوئام والأمن والاستقرار لهذا الوطن وكيف نستطيع نزع فتيل التوتر والصراع والخلاف والخراب بولايات السودان التي أصبحت مسرحاً للجريمة والفتنة والقتل، فدارفور هي التي يريد الناس أن تتوحد وليست الحركة الإسلامية، فالحركة الإسلامية لم تشهد قتالاً ولم نسمع أن شخصاً قد لقي مصرعه بعدم التوحد.
إن قضيتنا الآن والتي تحتاج إلى علاج سريع هي قضية السودان الذي بدأ يتمزق.. كيف نعمل على لملمة أطرافه، كيف نقنع الأبناء المشتتين بدول العالم المختلفة الذين يحمل كل واحد منهم أجندة خاصة. إذا كانت هناك مساعٍ يستطيع أن يبذلها الدكتور “الترابي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي فعليه أن يبذل مساعيه مع كافة الأطراف خاصة في دارفور والتي تشير كثير من الأصابع أنه من ساهم في تأجيج الصراع بدارفور من خلال احتضانه لعدد كبير منهم.
إن الدكتور “الترابي” لديه من القدرة والإمكانيات التي تمكنه من توحيد هذا الوطن.. وليس الحركة الإسلامية لأن أهل السودان يعرفون كل شعائرهم وليسوا في خلاف حتى يتوحدوا، فنحن في حاجة للمساهمة في توحيد الوطن أولاً وإذا كانت هناك حاجة لتوحيد الحركة الإسلامية فليبذل الآخرون جهودهم لتوحيدها، ولذلك حتى لا تضيع جهود الدكتور عليه أن يقوم بتوحيد الوطن أولاً ثم الحركة الإسلامية ثانياً، فإذا نجح في ذلك بالتأكيد سوف ينجح في المهمة الثانية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية