ولنا رأي

أماني الوالي.. هل ستتحقق؟!

تحدثنا بالأمس عن وله وولع الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم ومحاولته الجادة في جعل ولاية الخرطوم تشبه عواصم العالم، لذلك يحاول أن يدخل على تلك المدينة آخر صيحات المواصلات العالمية إما بالبصات ذات السعة الكبيرة أو إدخال الترام والقطار كوسائل للتنقل لحل مشكلة المواصلات التي تعاني منها ولاية الخرطوم التي تمددت وأصبحت أكثر من عاصمة، إذا عددنا أمبدة وحدها عاصمة والثورات عاصمة والحاج يوسف عاصمة والدروشاب والسامراب كلها عواصم، فهذه المدن التي تمددت لن يستطيع شخص واحد توفير كل الخدمات لها، لذلك فإن حرص السيد الوالي لجعل الخرطوم في مصاف العواصم المتقدمة يتطلب منه أولاً أن ينظر إلى الطرق ومواصفاتها ومدى استيعابها لحركة السير الآن، خاصة وأن السيارات التي تجري بالولاية لا تستوعبها تلك الطرق.. ولكي تكون الخرطوم عاصمة تشبه عواصم العالم نبدأ أولاً بتأهيل الطرق وتوسعتها، لأن الموجود لا يعطيك الخدمة المطلوبة من حيث المسافة وأماكن تخزين السيارات.
الدكتور “عبد الرحمن الخضر” نعلم تماماً أنه مهموم ليل نهار، لكن الهم وحده لا يعطي عاصمة بمواصفات عالمية، فلابد أن يكون له مستشارون وخبراء يعينونه في عمله كلٌ في مجاله، فإذا أراد السيد الوالي أن يدخل خدمات الترام والقطار والنقل النهري نقول له هذه أماني ولا يمكن أن تتحقق خلال فترة ثلاثة أشهر التي حددها للتنفيذ.. الثلاثة أشهر لا تكفي لصيانة شارع واحد ناهيك عن كل الشوارع الرئيسية التي تحتاج إلى تأهيل وصيانة، فلننظر إلى كوبري القوات المسلحة كم استغرق من الزمن لإجراء الصيانة، وهل فترة العام التي حددت كافية لصيانته؟ بالتأكيد لا.. إذن كيف يبدأ السيد الوالي مشروعاً كبيراً مثل مشروع القطار خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.. لابد يا سيادة الوالي أن تكون هناك أولويات، فلا يمكن أن يكون المرء نظيفاً من الخارج وسخاً من الداخل.. نحن نعيش على الأماني ونبتعد عن الحقيقة، فشعب نسبة الأمية فيه أكثر من (80%) كيف ندخل له مثل تلك الخدمات وهو ما زال يقفز من نوافذ المركبات ليجد له مكاناً داخل المركبة.. شعب لا يحسن السير في الطرقات كيف تدخل له خدمة متقدمة؟ نحن محتاجون قبل تأهيل الطرق إلى تأهيل هذا الشعب أولاً حتى يرتقي إلى مستوى الخدمة التي ستقدم له.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية