"نميري" و"البطل" و"حسن عابدين"..!!
لا أدري ما الذي دفع الأخوة الصحفيين السفير “خالد موسى” والأخ “عبد العزيز البطل” إلى إثارة ضرب “نميري” للوزراء إبان فترة حكمه المايوي، فالأخ “خالد” قال استقي الأخبار من الأخ الإعلامي الكبير “حسن عبد الوهاب” الذي شغل إبان حكم “نميري” منصب مدير التلفزيون وتعرض لفشل كلوي خلال جولة قام بها مع الرئيس “نميري” لعدد من الدول وآخرها ألمانيا التي وقع فيها ونقل إلى المستشفى وتأكد مرضه بالفشل الكلوي، وطالب الرئيس “نميري” بعلاجه فبقي بألمانيا وما زال، لكن السفير “حسن عابدين” رد على تلك الأقاويل وقال إن الفاعل وهو الرئيس “نميري” قد ذهب إلى ربه أما الوزراء الذين ضربهم “نميري” فلم يتم ذكرهم ولم يكن هناك شهود.. أما الأخ “البطل” فحلل الواقعة تحليلاً منطقياً من خلال الاستقصاء الذي أجراه وقال إن المؤمن صديق، وربما حديث الأخ “البطل” يعود إلى أن الواقعة قد تكون صحيحة وربما تكون خطأ، لأن الدليل في ذلك مفقود ولم يظهر أي وزير ليؤكد أن “النميري” قد ضربه إبان توليه الوزارة التي شغلها.. لقد أجريت العديد من المقابلات الصحفية مع وزراء مايويين عقب سقوط النظام المايوي، وجل الذين أجريت معهم مقابلات كان سؤال ضرب “نميري” للوزراء حاضراً، ومعظم إجابات الوزراء كانت النفي، لأن الوزراء كانوا على درجة عالية من الاحترام والتقدير والعلم، مثلاً البروفيسور “أحمد عبد الرحمن العاقب” هو أول الشهادة في المراحل الدراسية الثلاث من الأولية إلى الوسطى ومن الوسطى للثانوي ومن الثانوي للجامعة وكان مهندساً ممتازاً، فليس من المنطق أن يضربه “نميري”.. والبروفيسور “محمد هاشم عوض” وزير المالية إبان حكم “نميري” سألته نفس السؤال: هل كان “نميري” يضرب الوزراء؟ فكانت إجابته: (ما يقدر)، قلت له: قيل إنه حاول أن يرفع يده عليك؟ قال لي: (ما يقدر.. فأنا كنت لاعب كرة قدم وأعطاني الله بسطة في الجسم ولو حاول لضربته)، ونفى محاولة ضرب “نميري” للوزراء.. أما الدكتورة “سعاد إبراهيم عيسى”، وهي أيضاً من الناشطات إبان الحكم المايوي، فقالت في إجاباتها إن السودانيين معتدين بأنفسهم ولا أحد يحترم نفسه يخضع للذلة والمهانة أو الضرب، ونفت أيضاً أية محاولة من الرئيس الأسبق “نميري” لضرب أي وزير.. ولكن خلال وجودي بصحيفة (الأنباء) المقبورة، كان هناك عمنا الساعي “بحر” وهو من المقربين وقتها للرئيس “نميري”، ويبدو أنه الساعي الخاص له الذي يقدم له القهوة والشاي، وفي جلسة (ونسة) معه سألته عن ضرب “نميري” للوزراء فقال لي: (لقد اجتمع الرئيس الأسبق “نميري” ببعض الوزراء في أمر مهم وطالب بعدم إذاعة سر اللقاء، لكن اللقاء تسرب، فجمع “نميري” كل الوزراء الذين كانوا معه في ذلك اللقاء، وكان يدخل واحداً واحداً)، وقال لي عمنا “بحر” إن كل وزير يأتي خارجاً منه وقد ناله ما ناله من “نميري”، فمنهم من يطلب كوب ماء، ومنهم من يحاول السقوط على الأرض في إشارة إلى أن “نميري” قد استخدم العنف مع أولئك الوزراء، وعمنا “بحر” ما زال حياً وموجوداً بوزارة الثقافة، ويمكن الاستزادة منه خاصة أنه كان الساعي الخاص به.