ولنا رأي

هل يترشح "الخضر" مرة أخرى؟!

لم تكن المرة الأولى التي يقول فيها الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم لست راغباً في الترشح لمنصب الوالي مرة أخرى، فقد قالها لي في حوار سابق إنه لا يرغب في المنصب، وقد عانى كما عانت أسرته كذلك.. وظل في العمل التنفيذي حتى أنه أحياناً (يغير) ملابسه بمكتبه.
إن الدكتور “عبد الرحمن الخضر” يعد والياً مخلصاً لوطنه ولعمله.. والمسؤول الطيب يُغدر به، والدكتور “عبد الرحمن الخضر” طيب السيرة والسريرة، وطيب المعشر، لكن المشكلة تكون دائماً في البطانة التي يختارها أي مسؤول، وهذا لا ينطبق على الدكتور “الخضر” فقط بل على كل مسؤول يتعامل مع البشر كبشر يعطيهم حقهم بدون سلب لحرياتهم أو ممارسة الدكتاتورية عليهم، يترك لهم الحبل ليمارسوا الصلاحيات بكل حرية، ولكن مشكلة معظم أهل السودان أن الرجل الطيب يمكن أن يلعب به.. فما واجهه الدكتور “عبد الرحمن الخضر” خلال الفترة الماضية ممن وثق فيهم كان كافياً بأن يعيد كل حساباته ولا يثق في أي شخص مهما كان، والقرار الذي اتخذه، أو سيتخذه الدكتور “الخضر” لاحقاً بعدم الترشح للمنصب ما هو إلا رد فعل لما لمسه ممن خانوا العهد، وممن حاولوا أن يلطخوا سمعته الناصعة.
لقد عمل الدكتور “عبد الرحمن الخضر” في القطاع الخاص منذ تخرجه في الجامعة، وكان المال يجري في يديه، مما يعني أنه وهب نفسه للعمل العام حينما وافق أن يدخل الحكومة، فلم تكن نيته المال كما يحدث الآن من تهافت المتهافتين على المال (حلال أم حرام).. كان يمتلك الصيدليات والمزارع، وكان يضع يده فوق خده وينام قرير العين لا تشغله مشكلة المواصلات بولاية الخرطوم، ولا الأمطار التي حطمت بيوت المواطنين، ولا انقطاع الكهرباء أو المياه، ولا زيادة معدلات الجريمة.. لقد أصبح الدكتور “الخضر” أبيض شعر الرأس خلال فترة وجيزة وهي الفترة التي تولى فيها منصب والي ولاية الخرطوم.. لذلك من حقه أن يرتاح من هموم الولاية التي جعلته ينام بـ(الحبوب) ويصحو بها.. لكن ورغماً عن ذلك فإن الرجل قدم خدمة كبيرة لهذه الولاية التي تعد دولة كاملة.. إن تعداد ولاية الخرطوم الآن يفوق الـ(15) مليون نسمة، فكيف توفر لها كل الخدمات بينما نجد دولاً مثل قطر لا يتجاوز عدد سكانها الـ(750) ألف نسمة أو يزيد بقليل، وأحياناً تقطع فيها الكهرباء وتحدث فيها بعض الجرائم.
إن ولاية الخرطوم تعدّ من أكبر ولايات السودان ولا يستطيع شخص مثل “الخضر” أن يحكمها بمفرده ويجعلها في قمة الرفاهية.. فإن أردتموه والياً جديداً فأعدوا له الملعب تماماً.. وإلا فلا تسألوه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية