ولنا رأي

من الذي رتب لـ"المهدي" زيارة "باريس"؟!

حتى الآن لم يتضح للكافة إن كان الإمام “الصادق المهدي” إمام الأمة والأنصار قد سافر إلى “باريس” بمحض إرادته أم بعلم السلطات العليا بالدولة، وحتى الآن لم يعلم الكافة إن كانت الزيارة لـ”باريس” قد رتب لها في صمت أم أهدافها لمصلحة الحكومة أم لمصلحة (الجبهة الثورية).
إن الإمام “الصادق المهدي” خلال الفترة الأخيرة لا أحد يعلم إن كانت مواقفه فردية أم مرتب لها من قبل الدولة.
اعتقلته السلطات وقامت الدنيا وقعدت وخرج من السجن كما تخرج (القشة) من العجين.. قال إن (حزب الأمة) لا علاقة له بدخول ابنه الكبير العميد “عبد الرحمن الصادق” المهدي الحكومة، وقال إن “عبد الرحمن” إتخذ القرار منفرداً وهو حر في اتخاذ قراره وكذلك نجلاه في جهاز الأمن. إن مواقف “الصادق المهدي” حتى الآن لا أحد يعلمها، فهل تصب في مصلحة الوطن أم في مصلحة المؤتمر الوطني؟
في حوار سابق معه ذكر أن السيد “نصر الدين الهادي المهدي” انضم إلى (الجبهة الثورية) وكان نائباً لرئيس الجبهة تقريباً، قال خبرناه إما أن يكون نائباً لرئيس الحزب أو لـ(الجبهة الثورية) فاختار (الجبهة الثورية)، كيف الذي رفض الأمس مشاركة “نصر الدين” مع (الجبهة الثورية) يأتي اليوم ليوقع معها اتفاقاً؟
إن الإمام “الصادق المهدي” يعرف كيف يخطو كل خطوة سياسية داخلية أو خارجية، فقد بلغ الرجل الثمانين من عمره وتولى الزعامة والقيادة وهو ابن الثلاثين عاماً، فهل يعقل لرجل عركته التجارب السياسية لخمسين عاماً لا يقدر خطواته أين يضع الرجل اليمنى وأين اليسرى؟! هل توقيع الإمام “الصادق المهدي” الاتفاق مع (الجبهة الثورية) الحكومة على علم به أم أن أضان الحامل طرشاة؟.
إن الإمام “الصادق” لا يقدم على خطوة مثل التي أقدم عليها منفرداً، فهو رجل يسعى لحل مشاكل البلاد والعباد عن طريق الحوار، فلا يمكن أن يذهب إلى “باريس” ليتفق مع أولئك دون أن لا يكون للحكومة أي علم خاصة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” وهو على علاقة مميزة ممتازة معه علناً أو سراً، وربما بارك المشير “عمر البشير” تلك الخطوة طالما الهدف منها إجماع الأمة والعمل على حلحلة مشاكل البلاد والوصول إلى اتفاق يساعد على أمن واستقرار الوطن خاصة وأن الاتفاق لم يتعرض لأي نوع من السلاح أو إجبار الحكومة على الرحيل بالسلاح.
لذا يجب على الحكومة إن كان هذا الاتفاق بعلمها ويحاول إنقاذ البلاد ويساهم في حل المشكلة السودانية ودياً عليها مباركته حتى وإن جاء في الاتفاق بحكومة قومية، فما الذي يضير الحكومة وهي تملك السند والعضد والمال طالما الاتفاق يحل مشاكلنا الداخلية والخارجية؟!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية