متى يتقدم مسؤولو الكهرباء والمياه باستقالاتهم؟؟
ما زالت أجزاء كبيرة من ولاية الخرطوم تعاني من انقطاع الإمداد المائي والكهربائي في هذا الشهر العظيم. فكم من منطقة خرجت محتجة بسبب انقطاع المياه وكم من منطقة اشترت برميل الماء بأربعين ألف جنيه على الرغم من طول نهر النيل الذي يكفينا ويكفي كل الجوار.
لقد تعودنا على عدم المبالاة من قبل المسؤولين وتعودنا على عدم الاستجابة الفورية لحل مشاكل المواطنين.
إن المسؤول الذي يجلس على الكرسي يجب أن يعلم أن هذا الكرسي له ضريبة وضريبة قاسية فأما أن يتحملها أو يترك الكرسي لغيره يمكنه أن يساعد في حل المشاكل ولكن أن يظل المسؤول يتمتع بالمخصصات وامتيازات هذا المنصب دون أن يسعى إلى حل مشاكل المواطنين فعليه أن يحترم نفسه أولاً إما أن يلتزم بمسؤولية المنصب أو أن يغادر غير مأسوف عليه.
لقد ضج المواطنون من تردي الخدمات خاصة المياه والكهرباء فلا يعقل أن يكون في هذا الشهر الفضل انقطاع لهاتين السلعتين دون أن تكون هناك مبررات لهذا الانقطاع المتواصل فالكهرباء والمياه أصبحتا شركات والقطاع الخاص ليس كما هو الحال في الحكومة من بيروقراطية وأمشي وتعال وغيرها من العبارات التي نسمعها كثيراً.
إن المشكلة تكمن في هذا المواطن وعدم تفعيل القوانين فإذا فعلنا القوانين لعرف كل شخص حدود مسئوليته ولا أظن في الدنيا بيروقراطية كالتي في السودان فالكل في حالة مهلة شديدة، لأن عدم المساءلة تجعل المسؤول أو الموظف لا يقوم بواجبه على الوجه الأكمل، كيف يرتاح المسؤول وهو يرى بأم عينه يومياً معاناة المواطنين الذي يسأله الله عنهم قبل أن تسأله الحكومة، وربما يقول هذا المسؤول أين كنتم وأين أنتم الآن لقد كنتم في رمضان يعيشون حالة من الإطفاء لعشرات الساعات فأحمدوا الله أن الانقطاع الآن لا يتجاوز الساعة أو الساعتين، وإذا سلمنا جدلاً بذلك ألم تقولوا لقد جئنا لإنقاذكم فمن حقنا أن نثور ونحتج على انقطاع الكهرباء لعشرة دقائق، وكذلك المياه طالما جئتم لإنقاذنا، ولكن أين الإنقاذ الآن؟ فالأسواق لا رقيب عليها التجار مصوا دم الشعب وفي هذا الشهر الفضيل لا ندري ما الذي حدث الطماطم تقفز إلى أرقام فلكية وكذلك الخضروات والفواكه والعجور وكل مستلزمات المواطنين في تصاعد مستمر وكلها تزرع داخل السودان ألم نخجل على أنفسنا حينما نقول لأهلنا العرب نحن سلة غذاء العالم والسلة مازالت فارغة كيف نتحدث عن شيء لا نملكه والله كل العالم يسعد أهله بالأمن والاستقرار المعيشي إلا في السودان لم نجد في العالم يعطى المواطن في أي مطعم قطعة خبز واحدة أنظروا إلى مصر وإلى سوريا وإلى العراق وإلى تركيا.
أي تاجر في السودان يريد أن يصبح بين ليلة وضحاها مليونير له منزل من عدة طوابق وكذا سيارة ولذلك يحاول أن يمص دم هذا الشعب يعني هو الدولة لا تسأل ولا تحاسب ولا حتى تراقب ولذلك يظل المواطن يعاني من انقطاع التيار الكهربائي والماء ولا أحد يتقدم باستقالته لأنه فشل في إدارة المرفق الذي يديره.