ولنا رأي

وعاد مسلسل انقطاع الكهرباء..!!

على الرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على سلعة الكهرباء وقد قلت قطوعات الكهرباء بشكل واضح، لكن مع بداية هذا الشهر الكريم عاودت الكهرباء الانقطاع ولفترات طويلة دون أن تصدر الهيئة أي بيان يوضح أسباب تلك القطوعات.. قبل أن يدخل علينا شهر رمضان بيوم انقطعت الكهرباء في أجزاء واسعة من الحارة التاسعة والحارتين (24) و(19) وغيرها، واستمر الانقطاع إلى ما بعد منتصف الليل، ثم عاودت الكرة أثناء النهار، وانقطعت بالحارة التاسعة الثورة عند الثانية ظهراً تقريباً إلى منتصف الليل وهذا أول يوم في رمضان ودرجة الحرارة تجاوزت الأربعين.
هل يعقل أن يستمر انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من اثنتي عشر ساعة والمهندسون موجودون ولا أحد يسألهم لماذا لم يعملوا على إصلاح العطل؟!
إن المشكلة ليست في الكهرباء، ولكن في المهندسين الذين يعتقدون أن عملهم لا أحد يتدخل فيه.. لكن نقول لهم لا، فأنتم خدام لهذا الشعب طالما تتقاضون أجراً ثابتاً.. الكهرباء أصبحت تتبع لشركات والشركات تأخذ نصيبها المالي مقدماً، بمعنى أن المواطن يدفع مالاً مقدماً نظير تلك الخدمة، ومن حقه أن تقدم له الخدمة طالما أخذت الشركة المال. أذكر في العام 2000م كنت في زيارة إلى دولة قطر انقطع التيار الكهربائي في أول يوم من رمضان في تلك البلدة الصغيرة الجميلة، فماذا فعلت الدولة بأولئك المهندسين؟ لقد استغنت عن كل المهندسين الذين كانوا يعملون في تلك الوردية.. فهل إذا طبقنا نحن ما قامت به دولة قطر على أولئك المهندسين المتعالين على بني جلدتهم، هل سيتباطأ مهندس في القيام بواجبه؟ هل ستقطع الكهرباء مرة أخرى لمدة نصف ساعة ناهيك عن اثنتي عشرة ساعة في نهار رمضان؟!

إن المشكلة في السودان هي عدم محاسبة المقصرين، فإذا كانت هناك محاسبة فورية لانصلح الحال، لكن حتى كبار المسؤولين مقصرون في عملهم، لذلك لا يستطيعون أن يسألوا صغارهم.. لقد ذهبت إلى مكتب كهرباء الثورة الحارة التاسعة عند العاشرة تماماً ووجدت المكتب يضج بعدد كبير من المواطنين الذين انقطع عنهم التيار الكهربائي في أول يوم من أيام شهر رمضان.. الناس كانت هائجة، ومن حقها لأنها دفعت مقدماً نظير هذه الخدمة، لكن المسؤول عن البلاغات تعامل مع المواطنين بكل برود.. إن وجود هذا الموظف في تلك الساعة يتطلب أن يتعامل مع المواطنين بكل لطف وذوق، ويجب أن يهدئ من روع أولئك الثائرين بدلاً عن استفزازهم.. وحتى التلفونات التي وضعت للتبليغ عن أي انقطاع في الكهرباء لا تعمل، مما يضطر المواطن أن يذهب بنفسه من آخر حارة ليقدم بلاغاً بعدم وجود كهرباء بمنزله أو بالمنطقة التي يسكنها، ويواجه بعد تلك المعاناة بنوع من الاستفزاز.

أعتقد أن المهندس الذي لا يجيد عمله فيما يتعلق بالجمهور، عليه أن يبحث عن عمل آخر.. فيا ناس مكتب الثورة الحارة التاسعة والعاشرة ارحموا المواطنين في هذا الشهر الفضيل يرحمكم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية