ولنا رأي

من حقنا أن نفرح بهذه النتيجة!!

يسعد الإنسان ويفرح ويطرب حينما يجني ثمرة جهده الذي جعله متفوقاً على أقرانه، ونحن اليوم نسعد بأن وضعنا القارئ في المركز الثاني من حيث الانتشار والتوزيع في الصحافة السودانية رغم حداثة التجربة التي دخلت عامها الثالث في السادس عشر من أبريل 2014م.
فكل (المجهر) من رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير ومدير التحرير وكل المحررين والعاملين فيها يحق لهم أن يفرحوا بهذا النجاح الذي أعلنه الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات من خلال المؤتمر الصحفي، الذي أعلن من خلاله نتائج التحقق والانتشار للعام 2013م للصحافة السودانية السياسية والرياضية والاجتماعية، فاحتلت (المجهر) المركز الثاني على مستوى الصحف السياسية التي يبلغ عددها ثماني وعشرين صحيفة سياسية.. كنا الصحيفة الثانية من جملة تلك الصحف التي فاقنا الكثير منها بعشرات السنين، ولكن بالجهد والصبر والعمل الدءوب وحب القارئ وتفاعله معنا استطعنا أن نكون في هذا المركز الرفيع رغم أنه أقل من الطموح، فنحن نعمل جاهدين لنكون في المركز الأول، وليس هذا ببعيد المنال، ويمكن بقليل من الجهد أن نحقق ما نطمح إليه خلال العام القادم.. ولكن من خلال ما أعلنه السيد السفير “العبيد مروح” الأمين العام للمجلس وبقراءة لتلك النتيجة نشعر بحزن عميق على الصحافة السودانية وما آلت إليه من تراجع كبير من حيث الكميات المطبوعة والقراء الذين كانوا في المقدمة دائماً، فلا يعقل أن تكون بالبلاد ثمانٍ وعشرين صحيفة سياسية وجميعها لا يصل مطبوعها أكثر من (140-156) ألف نسخة في اليوم.. وإذا عدنا بالذاكرة للوراء إبان فترة الحكم الشمولي، كانت صحيفة (الأيام) وحدها تطبع أكثر من مائة ألف نسخة في اليوم، واليوم ثمانٍ وعشرين صحيفة يصل مطبوعها مجتمعة (156) ألف نسخة، وهناك صحف لا أدري كيف تسيّر أمورها وكيف تفي بمتطلبات العاملين فيها من مرتبات وغيرها وهي لا تطبع أكثر من ألفي نسخة في اليوم ويقل فيها الإعلان، إذ إن الإعلان يعد الدافع الأساسي أو الذي يهبها الحياة.
إن الصحافة السودانية تعيش حالة يرثى لها، ونحتاج إلى إنقاذ حقيقي من جانب الدولة أو بتضامن كل الناشرين للنظر في الأسعار المتصاعدة لمواد الطباعة وهيمنة تجار الورق على هذه المهنة، فلا يعقل أن يكون أصحاب المهنة بعيدين عن احتياجاتهم الضرورية ويتركون آخرين يتحكمون في أسعار الورق وفي المطابع وفي كل ما يتعلق بهذه المهنة، ينبغي على الدولة أن تمنح الناشرين وأصحاب الصحف الأولوية في استجلاب كل مدخلات الطباعة المتعلقة بالصحيفة دون أن تكون هناك ضرائب أو جمارك عليها.
كنا في حالة إحباط شديد والأمين العام لمجلس الصحافة يقرأ تقرير التحقق من الانتشار للصحافة السودانية للحالة التي وصلت إليها الصحافة.. وإذا نظرنا إلى الدول المجاورة نجد الدولة تضع الصحافة من أولوياتها… ولكن!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية