ولنا رأي

المحتسبون والأبراج بالصحف!!

فتح محتسب يتبع للقوات المسلحة بلاغاً ضدنا وضد عدد من الصحف في نيابة الصحافة في ما يتعلق بالأبراج التي تنشرها الصحيفة وبعض الصحف الأخرى، ربما يعتقد أن ما تنشره الصحيفة تشكيك في الذات الإلهية أو أن الصحيفة تعلم الغيب في ما تنشره عما يصيب الإنسان من خير وشر، وهذا في ظني ليس حقيقة، فالأبراج عمل تقوم به الصحافة العربية والأوروبية ولم يكون قاصراً على الصحافة السودانية، والسودان وأهله يقدسون الذات الإلهية ولا يضعون مع الإله أي شريك آخر والعمل الذي يقدم يدخل في سياق فنون العمل الصحفي المتعارف عليها ليس إلا.. وبعد أن أدلينا برأينا في الأمر أحيل البلاغ من نيابة الصحافة إلى المحكمة وحضرنا أولى جلسات المحكمة قبل أن يحضر الشاكي الذي يعتقد أن الأمر يهمه أكثر منا ولكنه لم يكن حريصاً، فبدأت المحكمة جلساتها ومن ثم حفظ القاضي البلاغ، وبعد أشهر قليلة قام المحتسب بتحريك البلاغ من جديد ووصلنا إخطار من المحكمة لحضور الجلسة في التاسعة والنصف صباحاً وبالفعل حضرنا قبل المواعيد بخمس وأربعين دقيقة، وجاء المحتسب متأخراً فبدأت الجلسة وقدم المحتسب مرافعته وقال ليس له أي قضية مع رئيس التحرير أو الصحيفة وقضيته في ما يتعلق بتلك الأبراج التي يتم نشرها بالصحيفة، وقدم فتوى والمحامي قبلها ولكن اعترض لعدم وجود توقيع صاحب الفتوى وتم الاتفاق على أن يحضر المحتسب في الجلسة التي حددت ومعه الفتوى بتوقيع الذي أفتى بها بينما طالب المحامي أن يحضر المحتسب فتوى أيضاً أو ما يمنع نشر الأبراج من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات باعتبارها الجهة التي تصدق للصحف بالعمل وإذا ما رأى المجلس ما يمنع النشر فنحن ملتزمون بذلك، ولكن لم يحضر المحتسب الجلسة التي حددتها المحكمة في السابع والعشرين من أبريل الماضي فحفظ القاضي القضية لعدم لحضور الشاكي ..
بالأمس دخل عليَّ شاب في بداية العقد الثالث من عمره استقبلته استقبالاً طيباً وبدون أي مقدمات فتح موضوع الأبراج وأن الصحيفة مازالت تنشرها فأجبته أن قضية الأبراج فتح محتسب فيها بلاغاً وحينما لم يحضر الجلسة حفظ القاضي القضية وبدأ الشاب يدخل في أن الأبراج فيها شرك وتدخل في الذات الإلهية فبدأت أتحدث معه ونظرت إليه فإذا به يدون كل ما أقوله مسكت الورقة ومزقتها وقلت له ماذا تريد بكل ذلك فإن كان يهمك أمر الوطن فابحثوا عن القضايا الأساسية التي يعاني منها الوطن حالياً قضية الفساد وقضايا اغتصاب الأطفال وبعد أن تطهروا المجتمع من كل ذلكم تعالوا واسألوا عن الأبراج حلالها وحرمتها، فنهض من الكرسي وخرج مسرعاً دون أن أعرف اسمه ولا الجهة التي أرسلته، لن يشاد الدين أحد إلا غلبه فالدين يسر وليس عسر فأهل السودان أكثر تديناً وإيماناً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية