ولنا رأي

مستشفى أسمه (النو)!!

لم تمض شهور على الصيانة التي أُجريت على (مستشفى النو) بأم درمان مدينة الثورة، لكن الصيانة عمرها لا تقدم عملاً مهنياً وصحياً، صحيح أُجريت عملية صيانة كاملة بالعنابر، وتم عمل السيراميك وأصبح المستشفى فخيماً، لكن أهم شيء يفقده الانضباط وتقديم الخدمة العلاجية.. قبل أيام دخلت المستشفى مع مرافقي وقابلنا الجراح المختص وهو من الأطباء اختصاصي الجراحة المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والالتزام الكامل بعمله، لا يغيب عن عمله ويؤدي واجبه على وجه السرعة، لكن أين باقي المستشفى في (قسم الجراحة) المكتظ بالمرضى، يجلس هذا الدكتور المتواضع على كرسي لا يليق بمكانته الرفيعة، والمكان المخصص لمعاينة المرضى (المكيف) معطل وخلفه حوض غسيل يتدفق منه الماء حتى (عام) القسم به، فماذا فعل هذا الطبيب المتواضع؟ كان يرفع (بنطاله) حتى لا يبتل، والأغرب من كل ذلك أن القطط (تقدل) داخل القسم، بينما أحد السعاة يحاول أن يطرد المرضى بدلاً أن يقوم بطردها من مكان يعالج فيه المرضى وليس سكناً للقطط وبقية الحيوانات.
زرت المستشفى للمرة الثانية لإجراء عملية جراحية بسيطة فكانت المعاناة، ولا أعرف هل هو مستشفى حكومي أم مستشفى خاص؟.
لقد بدأنا أخذ (الفايل) لكتابة حالة المريض، تصوروا (فايل) يتكون من عدة أوراق يتجاوز ثمنه أكثر من ستين جنيهاً، وقالت الموظفة هذا أقل سعر لـ(الفايلات)، ولا أدرى من أين يأتي البسطاء والمساكين بالمبالغ الباهظة إذا كانت حالة المريض تستدعي إجراء عملية كبيرة وتتطلب مبيت المريض لعدة أيام وقد تمتد لأسابيع وشهور؟، ولا ندري هل يحق لهذا المستشفى أن يأخذ أموالاً من الموظفين خاصة في مسألة العمليات؟. أنقلكم لليوم الذي تلى ذلك بعد أن حدد الدكتور إجراء العملية وقمنا بكل ما هو مطلوب من دفع رسوم (الفايل) والعينات، تحدد اليوم الفلاني لإجراء العملية، شددوا علينا أن نأتي عند (السابعة) صباحاً عقب (صلاة الصبح) مباشرة، دخلنا المستشفى فلم نجد إلا عاملات بدأن في عملية النظافة، أما البقية فلا ندري أين هم؟ لا موظف ولا محضري عملية ولا (السيسترات) أو الممرضات وكل المعنيين بإجراء العمليات لا يوجد أحد، جاء الدكتور مبكراً لإجراء العمليات وذهب معنا العنابر وبحث عن الموظفين أو أي شخص يعينه على العمل فلا يوجد أحد، واضطررنا لترك العملية وذهبنا لنجريها في مستوصف خارجي طالما هذا المستشفى يأخذ قروش الناس ولا يقوم بواجبه، ولا ندري أين المدير الطبي وأين مدير المستشفى؟.
الدولة قررت مُباشرة العمل عند (السابعة) صباحاً أو (السابعة والنصف) ولنفترض (الثامنة)، فلا يعقل حتى (الثامنة والنصف) لا يوجد أحد، القطط ليها حق تسرح وتمرح طالما الموظفين غير موجودين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية