ولنا رأي

رحلتي إلى القاهرة !! (5)

معظم من كانوا في الشقة (77) بشارع مصر والسودان كانوا طلبة بكلية طب عين شمس، ما عدا الأخ “عبد المنعم سلامة” الذي كان يدرس بكلية التجارة، والأخ “عصام شرفي” الذي جاء من (سالونيكا) وشخصي الذي يدرس بالأزهر كلية اللغة العربية شعبة الصحافة والإعلام. ولكن الرابط بيننا والزملاء بطب عين شمس كان بواسطة الدكتور “موسى عمر محجوب” والدكتور “عبد الله أحمد المحجوب” وهم زملاء للإخوة “كرار” و”الفاتح البحر” و”كمال شريف” و”محمد صيام”. وهؤلاء (الغبش) جاءوا من جامعة الخرطوم للالتحاق بطب عين شمس، والأخ “عماد الخير الشفيع” إضافة إلى الأخ “فيصل بشرى” تربية عين شمس، إضافة إلى الرابطة الأم درمانية.
والشقة (77) كانت عبارة عن منتدى للقاء معظم طلبة طب عين شمس، أمثال “بدر الدين إبراهيم” و”حمدي” و”فيصل ناصر” و”عبد المنعم” و”عبد الوهاب صالح” و”خلف الله” و”هاشم” و”بدر الدين جمجوم” رحمة الله عليه. كما كانت الشقة تستقبل أيضاً بعض الطلبة الراغبين في التحويل من جامعة الخرطوم إلى الجامعات المصرية، مثل “كمال آدم” الذي درس الطب بالزقازيق و”حسان إبراهيم” رحمة الله عليه.
رغم علاقتي بالزملاء بالشقة (77) ولكني وجدت فرصة في المدينة الجامعية بالأزهر. وأذكر أن الأخ “كمال محمد عثمان” الذي يدرس بقسم التاريخ بالأزهر، كان من ضمن سكان مدينة البعوث الإسلامية، فطلب مني التقديم لها فحملت أوراقي وتقدمت، ولكن يبدو أن العدد بالمدينة والذي يفوق الآلاف يصعب أن تجد غرفة خالية فيه، ولكن إرادة المولى شاءت أن أكون ضمن سكان المدينة. وخلال أيام قليلة وأذكر عندما كنت مع الأخ “كمال” بالعمارة (25) الجناح (و) الغرفة (4)، فجأة قلت له توجد في هذه العمارة غرفة (فاضية) لكن أصر بعدم وجودها. تركته وهبطت إلى الطابق الثاني وكانت المفاجأة أن إدارة المدينة أخلت غرفة بنفس العمارة، لأن ساكنها غادرها منذ عام ولم يوضح أسباب عدم عودته، فصعدت إلى الطابق الأعلى مرة أخرى وأخبرت الزميل “كمال” بأن غرفة بالطابق الأسفل خالية، فذهبنا إلى الإدارة وكانت من نصيبي وهي الغرفة (4) بالجناح (د) في نفس العمارة. وأذكر عندما جئت في اليوم الثاني لتسلمي الغرفة وجدتها تشتمل على سرير ودولابين من الخشب مثبتين على أعلى الحائط، ومنضدة للمذاكرة ودولابين آخرين بالأسفل لوضع عدة الطبخ، وبعض الأغراض الأخرى.
مدينة البعوث الإسلامية واحدة من أرقى المدن الجامعية وهي تشتمل على ثلاثة وثلاثين عمارة، وكل عمارة مكونة من ثلاثة طوابق وبكل طابق عشرون غرفة وستة حمامات. وكل طالب مخصصة له غرفة واحدة إضافة إلى صالة كبيرة للمذاكرة، بجانب عدد من الصالات الخاصة بأندية المشاهدة والألعاب الرياضية المختلفة، ومكتب بوستة وكافتريا وترزي وماسح أحذية وغسال، وعدد من المطاعم التي تقدم من خلالها وجبتا الإفطار والغداء، ففي الإفطار يقدم كل يوم صنف من الفطور كالفول والبيض والجبن البيضاء أو (اللافاشكيري).
أما الغداء، فأيضاً هناك صنف كل يوم مع الأرز كوجبة أساسية كالفراخ والسمك واللحمة والسبانخ والفاصوليا والقرنبيط، إضافة إلى التحلية اليومية التي تشتمل على البلح في موسمه والعنب والبرتقال أبو صرة والتفاح.
فالمدينة كانت مهيأة تماماً للطلبة الوافدين من مختلف جنسيات العالم، الماليزيون والاندونيسيون والفلبينيون ومعظم دول أفريقيا الوسطى والصومال وإريتريا، بجانب عدد من دول المالديف والبريطانيين. هناك نظام كان يتبع في المدينة بألا يدخلها إلا من يسكنها، ولكن بعض الطلبة السودانيين وغيرهم كانوا يتحايلون على حارس البوابة “عبد المنعم” أو عم “سيد”، عندما يريدون أن يدخلوا ضيفاً أتى من بعض المحافظات لقضاء بعض الوقت ومن ثم يخرج، وأحياناً يوضع الضيف وسط الطلبة الداخلين إلى المدينة، ولكن عم “سيد” و”عبد المنعم” كانت لهما قوة ملاحظة شديدة، فدائماً يحاولان اللحاق بالشخص الذي دخل وأحياناً يغضان الطرف إذا كان اليوم (خميس) أو (جمعة).. نواصل الأسبوع القادم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية