أمسية في بيت "أبو العزائم"!!
درجت ولاية الخرطوم بقيادة ركب سفينها الدكتور “عبد الرحمن الخضر” بالتنسيق مع رؤساء التحرير على إقامة لقاء كل ثلاثة أسابيع يناقش بعض القضايا المهمة، إما المتعلقة بالشأن القومي أو على مستوى الولاية أو بعض الأمور المختلفة. مساء أمس الأول كان اللقاء بمنزل الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” رئيس تحرير الزميلة (آخر لحظة).
الأستاذ “مصطفى” اجتماعي من الدرجة الأولى، وصديق للجميع، ليس عليه اختلاف من أحد، أو بينه وبين جميع الأخوة الصحفيين عداوة أو بغضاء أو (حفر) بلغة العصر الذي تضرر منه الكثيرون.. لذلك، معظم رؤساء التحرير كانوا حضوراً مما يؤكد ما نقوله، فالأستاذ “أحمد البلال الطيب” رئيس تحرير الزميلة (أخبار اليوم) نجده أحياناً مقبل في مثل هذه المناسبات، ولكنه كان حضوراً ومن الأوائل، والأستاذ “كمال حسن بخيت”، و”محمد لطيف”، و”عبد الرحمن الأمين” وهذا (فات الكبار والقدره)، فقد انفتح وأصبح رجل المشاركات الأول، و”الرزيقي”، والأستاذ “محجوب عروة”، و”الفاتح السيد” الأمين العام لاتحاد الصحفيين، والأستاذ “حسن فضل المولى” مدير قناة النيل الأزرق، و”بابكر حنين”، و”يوسف عبد المنان”، و”الظافر”، و”جمال عنقرة”، و”رحاب طه”، والأستاذ “محمد عمرابي”.. وشذ عن الحضور “الهندي عز الدين” و”محمد عبد القادر” و”ضياء الدين بلال”.
اللقاء كان مميزاً، ورغم حضور السيد “الوالي” الذي جاء متأخراً، اتسم بالبساطة والأريحية وعدم التكلف، وحتى تناول الموضوعات جاء أيضاً بدون تكلف مما يؤكد أن الجلسة مع السيد “الوالي” جلسة صفاء وبهاء وأريحية، وزاد من هذا البهاء الدكتور “المعز حسن بخيت” منسق هذا البرنامج، وكان مدافعاً عن سياسات الولاية، فأحياناً بلسان الدكتور الذي يتحدث عن الأدوية وتوفرها عندما طرح الأستاذ “عبد الرحمن الأمين” قضية الأدوية وانعدام البندول الإنجليزي عن معظم الصيدليات، وآخر بلسان الداعية المسلم، وأخيراً شهدناه يمتلك صوتاً جميلاً غنى لكسلا، ويبدو فيها (كسير تلج) للسيد الوالي الذي عشق كسلا ودرس وعاش فيها فترة من الزمن، والدكتور “المعز” متعدد المواهب، وحتى العزف على العود كان فيه مميزاً.
لقد طُرحت خلال اللقاء قضايا متعددة، معظمها يصبّ في المصلحة العامة، خاصة بعد أن أصبحت ولاية الخرطوم تشكل سوداناً مصغر، وهجرة سكان الولايات من مناطقهم بسبب الظروف الاقتصادية زادت من معاناة الولاية وألقت عليها عبئاً إضافياً، وهذا يتحمله الدكتور “عبد الرحمن الخضر” حاكم ولاية الخرطوم حسب ما منحه أحد الزملاء.. الدكتور “الخضر” أراد أن تكون الجلسة جلسة مؤانسة وليست كالمؤتمرات الصحفية (س) و(ج)، فترك لرؤساء التحرير أن يتحدثوا بتلقائية ويطرحوا قضاياهم ومن ثم يجيب، ولكن ليس بـ(س) و(ج) كما قال، وهذا أعطى اللقاء راحة كاملة في عملية الطرح رغم أن الأستاذ “الأمين” يقاطع كثيراً بعض المداخلات.
الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” وشقيقه وأبناؤه كانوا في خدمة الضيوف، ولم يهدأ الأستاذ “مصطفى” أبداً في تقديم الضيافة بنفسه.. عصير أو ماء بارد.. أو تفقد وجبة العشاء التي كانت قمة.. بوفيه مفتوح اشتمل على كل ما لذ وطاب.. وكان الدكتور “الخضر” يبحث عن الفول في تلك المائدة لكنه لم يجده.
الدكتور “الخضر” أجاب عن الأسئلة التي طرحت بتلقائية، وطالب الصحفيين أن يحملوا معه الهمّ، وألا يكتفوا بالإثارة فقط، فالإيجابي مهم، ويجب ألا يتم التركيز على السلبي خاصة فيما يتعلق بإزالة الأكشاك أو السكن العشوائي الذي يبدأ بـ(راكوبة).. فهل تترك لتصبح (رواكيب) أم تزال؟! والدكتور “عبد الرحمن الخضر” والٍ نادر، ولولا محبته للصحفيين وعلاقته المميزة معهم ربما لما استطاع تلبية مثل هذه الدعوات مع مشغولياته الكبيرة وإرهاقه المتواصل.
الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” يمتلك منزلاً جميلاً وأسرة طيبة، عندما سأله “محمد لطيف” عن إعداد الطعام الفخم، قال إنه من صنع (المدام) “مي محمد عبد الحليم”.
الأستاذ “الطيب سعد الدين” مدير الإعلام بالولاية من الشباب المميز، ويتمتع بأخلاق رفيعة وخصال حميدة وصديق للجميع..
شكراً “مصطفى” على الدعوة الجميلة.