ولنا رأي

التهور يقود لارتكاب الحوادث!

من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة كانت في مجال الطرق خاصة الطرق الطويلة مثل طريق التحدي الذي يربط الخرطوم بمدن عطبرة شندي ويمتد حتى بورتسودان، فطريق التحدي يعد من الإنجازات الكبيرة إلا أن هذا الطريق ظل مصدر خوف وقلق لكل المسافرين عبره ولم تمض أيام إلا ونسمع أن حادثاً مروعاً بالطريق حصد عشرات المواطنين، وآخر حادث كان أمس الأول وراح ضحيته ثمانية عشر مواطناً، بينما أصيب ثمانية وعشرون آخرون إثر تصادم بص سياحي كان في طريقه من عطبرة إلى الخرطوم وعلى متنه خمسة وأربعون راكباً وحاول سائق ناقلة وقود قادمة من الخرطوم تخطي عربة أمامه فاصطدم بالبص القادم من الاتجاه الآخر، ونتيجة لهذا الحادث المروع توفي في الحال سبعة عشر مواطناً من ركاب البص وسائق الناقلة.
إن الحادث الذي راح ضحيته هذا العدد الكبير من المواطنين لم يكن هو الأول ولكن هناك ضحايا كثر راحوا في هذا الطريق، وهناك قيادات وشعراء وأدباء فقدوا أرواحهم في هذا الطريق الذي يفترض أن يكون من أفضل طرق السير السريع بالبلاد، ولكن يبدو أن إغراء الطريق جعل من السائقين عدم التقيد بالتزامات السير، فكل سائق حافلة أو بص أو عربة صغيرة يريد أن يسابق الزمن ولا يدري أن سباقه للزمن هو ضياعه لعدد كبير من الأبرياء الذين يفقدون أرواحهم نتيجة لتهور السائقين.
إن حادث البص السياحي بشارع التحدي لم يكن آخر الأحداث طالما هناك أغبياء يقودون مركباتهم بتهور وعدم مسؤولية، وضحايا الطرق بالخرطوم لم يكونوا بشارع التحدي ولكن هناك طرق أيضاً ظلت ترمل النساء كطريق الخرطوم كوستي فهذا الطريق لم يقل ضحاياه عن طريق التحدي فقد فقدت البلاد عدداً كبير من القيادات الوطنية أمثال الدكتور “عمر نور الدائم” ومولانا الشيخ “عبد الله إسحق” و”الفاضل الهادي المهدي” وغيرهم من الذين تعرضوا للحوادث بهذا الطريق، فالسرعة الزائدة وتخطي المركبات واحدة من أسباب الحوادث التي يروح ضحيتها المواطنون.
أما طريق مدني الخرطوم وهو أيضاً لا يقل عن طريقي التحدي والخرطوم كوستي في إزهاق أرواح المواطنين، فصفحات الحوادث بالصحف تستقبل بين الفينة والأخرى حوادث السير بشارع مدني الخرطوم ولم يمر يوم إلا وهناك حادث مروع راح ضحيته العشرات من المواطنين، إن إدارة المرور أدخلت الرادارات لضبط سرعة المركبات وحددت غرامات فورية، ولكن كل ذلك لم يوقف الحوادث بسبب تهور السواقين، إن كانوا أصحاب مركبات سفرية أو ناقلات بترول أو عربات خاصة فكل سائق يحاول أن يتخطى الآخر وعدم تقديره للمركبة الأخرى يقود لارتكاب الحادث، فهل لإدارة المرور خطة جديدة تحاول من خلالها تقليل الحوادث بالطرق السريعة بخلاف ما تقوم به خلال مناسبات الأعياد؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية