تعليق المفاوضات!!
انهارت مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال التي جرت بأديس أبابا للمرة الثانية في أقل من شهر.
إن مفاوضات السلام وقبل أن تبدأ كان كثير من المراقبين خاصة العارفين ببواطن الأمور كانوا يعلمون تماماً أنها لن تستمر طالما السيد “ياسر عرمان” ترأس وفد قطاع الشمال والسبب واضح لكل ذي بصر وبصيرة لأن “ياسر عرمان” لم ينظر إلى المصلحة القومية بقدر ما كان ينظر إلى المصلحة الشخصية، وهذه واضحة جداً في كل المفاوضات التي يكون إما على رأسها “ياسر” أو جزء منها، ولذلك لن تنجح أي مفاوضات سلام يكون من ضمن وفدها “ياسر عرمان” أو “عبد العزيز الحلو” أو “مالك عقار” فهؤلاء جميعاً يشخصون القضية ولا ينظرون إلى المصلحة الوطنية، وإذا كانت هناك ذرة من الوطنية لأولئك لاستطاعوا التوصل إلى الحل في ساعات وليس في أيام أو شهور أو ليالي.. فقضية وإمكانية تحقيق السلام لا يعرفه إلا الذين اكتووا بنيران الحروب التي يتمت الأطفال ورملت النساء وأضاعت الحرث والنسل فقضية السلام المربوطة بمنطقة جنوب كردفان والنيل الأزرق لن تحل ما لم يتدخل أهل الوجعة الحقيقيين، وهم أهل تلك المناطق وفيهم اللواءات العسكريون في الشرطة أو القوات المسلحة وفيهم أساتذة الجامعات وفيهم الأطباء وفيهم النساء اللائي تضررن فعلاً من عمليات الحرب، ولذلك فبدل إضاعة المال في سفر إلى أديس أبابا أو أي منطقة أخرى لإجراء التفاوض يفترض أن يذهب في الوفد المفاوض من سكان المنطقة الأصليين أو الحقيقيين وأهل مكة أدرى بشعابها وكذلك أهل النيل الأزرق وجنوب كردفان يعلمون تماماً ما هي مشاكلهم وما هي رؤيتهم للحل بدلاً من تولي الملف لأشخاص همهم الأول والأخير تسميم أجواء التفاوض مع ربط القضية بالمصلحة الشخصية وكذب من يقول إن همه الأول والأخير هذا الوطن، فالوطن مثخن بالجراح ويريد من يتحمل المسؤولية تماماً للوصول للحل بدلاً من وضع المتاريس.
إن المفاوضات التي انهارت بين وفد الحكومة وقطاع الشمال لن تقوم لها قاعة من جديد ما لم تدفع وماء جديدة يكون همها الأول والأخير الوصول إلى الحل وليس تطاول أمد المفاوضات فحل المشكلة بيد أهل تلك المنطقة ومن حقهم اختيار من يمثلهم دون إملاء أو وصايا من أحد، فإذا تم اختيار المفاوضين الحقيقيين من أهل تلك المناطق فإن النفق المظلم سوف يضيء بآلاف الشموع التي تزيل العتمة وتحقق الأمن والاستقرار والسلام، وهذا ليس ببعيد إذا خلصت النوايا.