ولنا رأي

مفاوضات أديس هل هي آخر المحطات؟!

تعتبر جلسة المفاوضات التي تبدأ اليوم بين وفد الحكومة وقطاع الشمال من أهم جلسات المفاوضات التي تعطلت منذ العام الماضي، فأهمية هذه المفاوضات تأتي لتولي قيادتها “إبراهيم غندور” مساعد رئيس الجمهورية الذي يتسم دائماً بالحكمة والصبر وطول البال ولذلك ربما يكون الرهان على نجاحها يأتي من هذه الناحية، خاصة وأن الحكومة الآن بدأت أكثر انفتاحاً مع أبناء الوطن الواحد بعد خطاب رئيس الجمهورية الماضي والذي يدعو فيه إلى الحوار مع القوى السياسية كافة، وإذا كان المؤتمر الشعبي الذي يعلن دائماً رفضه مبدأ الحوار الآن بدأ أكثر جدية في الدخول في مفاوضات مع المؤتمر الوطني، وقالها الأمين السياسي للحزب الأستاذ “كمال عمر” وهذا يعتبر تطوراً كبيراً في مسألة الحوار الداخل أو الخارج.
إن المفاوضات التي تبدأ بأديس أبابا غداً محاولة للم شمل الأسرة السودانية التي بدأت تتمزق هنا وهناك، ونحن قد تأخرنا كثيراً عن ركب الأمم المتقدمة، لذا فإن الذي يجري الآن محاولة تناسي الخلافات خاصة، وأن هناك احتقاناً من جانب الإخوة في قطاع الشمال “ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو” و”مالك عقار” وهؤلاء لا بد أن يتنازلوا عن مواقفهم السابقة والرافضة لحل المشكلة السودانية اخل البيت السوداني، فإذا وافقت الحكومة وتنازلت طواعية للدخول في مثل هذا الحوار ينبغي على بقية الأطراف أن تستجيب ولا أعتقد أن المعنيين بأمر منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان “مالك عقار” و”الحلو” لا يرغبان في استقرار تلك المناطق وإعادة السلام والوئام لأهلهم الذين عانوا من ويلات الحرب وخسروا بسببها أرواح طاهرة وذكية وينبغي أن لا يفقدوا أكثر مما فقدوا لأن الحرب دمار وخراب وخسران، ودائماً الخاسر الأول هو ابن ومواطن المنطقة، لذا يجب أن يحكم الجميع العقل وأن يعملوا من أجل مصلحة الوطن ومصلحة الأبرياء من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، إن المفاوضات ينبغي أن تعمل من أجل الوطن وليس من أجل أفراد أو جماعات أو أشخاص، فالمناطق التي تندلع الحرب بسببها النيل الأزرق وجنوب كردفان تعد من أجمل بقاع الأرض السودانية، وإن كان المتصارعين أو المتنازعين يدرون أو لا يدرون بالمخططات التي تحاك ضدهم وضد أهلهم يجب أن يفطنوا لذلك المخطط الرهيب والذي يدار في الخفاء من أجل المصالح الخارجية.
إن مفاوضات أديس لن نقول النهائية بين الحكومة وقطاع الشمال، ولكن ينبغي أن تكون الأخيرة لحل المشكلة نهائياً وعودة جميع الأطراف إلى أرض الوطن من أجل البناء والإعمار والسلام والوحدة، وإلا ستظل في دوامة الحرب التي لن تنتهي إذا أصر طرف من الأطراف الاستمرار فيها.
يجب على وفد الحكومة أن تكون أكثر مرونة في التفاوض ويجب أن يكون أكثر حرصاً على تحقيق السلام والكبير دائماً كبير فنأمل أن يعود الأمن والاستقرار لأرض الوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية