ولنا رأي

أيام في مصر!!

أحن دائماً إلى مصر وإلى ذكرياتها إبان فترة الطلبة، واسترجع الماضي كلما التقيت بواحد من أولاد مصر.. بالأمس دخل على الزميل “معتصم هارون” وهو من أولاد مصر. وقد جمعنا السكن الجامعي بمدينة البعوث الإسلامية والتي خصصت لسكن الطلبة الوافدين.. الأخ “معتصم” رغم طول الفترة الزمنية ولكن مازال يتذكر الناس، فهو الآن يشغل منصب وزير مالية القضارف. جلسنا نسترجع تلك الأيام الجميلة الخالية من العنت والمشقة، أيام ما كان هناك هم ولا سكري ولا ضغط، والتقيت أيضاً قبل فترة أيضاً بالأخ “محمد حسن الكلس” وهو من أولاد مصر الفاعلين، يأتيك بالأخبار من هنا وهناك حافظ أين الزملاء الآن مواصل واجتماعي من الدرجة الأولى.
أولاد مصر يشكلون نسبة عالية في حكومة الإنقاذ، منهم من عمل بالجهاز ومنهم من نال الوزارة وكلهم مسؤولون ويتمتعون بخصال طيبة وأخلاق رفيعة وأمانة وطهر، ولم نسمع أن ورد اسم أحدهم في فساد أو غيره فقد أعدتهم المحروسة لهذا اليوم. أذكر وقبل أن أتسلم شهاداتي التقيت بالترزي الذي كان يعمل داخل مدينة البعوث، والمدينة اسم على مسمى فهي مدينة بحق وحقيقة، تتكون من أكثر من ثلاثين عمارة، وفي كل عمارة ثلاثة طوابق وفي كل طابق عشرون غرفة. كل طالب في غرفة منفصلة فيها ما تحتاجه المدينة الكافيتريا والحلاق والترزي، وبها أندية متعددة للموسيقى والتصوير وغيرها من الاحتياجات التي يتطلب وجودها في المدن. من أكثر الطلبة الوافدين ترابطاً الطلبة السودانيين، فأحياناً تجد الغرفة يتجمع فيها أكثر من عشرة طلاب أو يزيد على الرغم من صغرها يتناقشون في كل شيء. فنذكر على سبيل المثال الأخ “السمؤال خلف الله” و”راشد عبد الرحيم” و”الرشيد” من أبناء كسلا خريج زراعة الأزهر و”عادل بشارة” و”عيدية” و”عصام خليل” و”عثمان نهمر” و”ود الفاضل” و”يحيى سبيتي” و”عز الدين محمد علي” و”كمال محمد عثمان” و”معتصم هارون” و”عبد المنعم” الذي كان يطلق عليه (أبوزرت) نظراً لكبر حجمه رحمة الله عليه، و”سليمان سكة” رحمة الله عليه و”عبد الكريم” و”الصاوي البخيت” و”خليفة خوجلي” “وأبو الخوج” و”أحمد البشير عبد الله” و”محمد صالح الحلبي” و”إبراهيم” و”كمال حنفي” رحمة الله عليه و”حيدر محمد آدم” و”محمد رضوان” و”عبد الله دينق” و”علي العوض” و”مصطفى جيش” بالمعادن الآن” وعدد كبير من الذين كانوا يقطنون مدينة البعوث الإسلامية وتخرجوا في كليات الطب والهندسة والشريعة والصحافة والزراعة والعلوم. لقد ذكرني الأخ “معتصم” تلك الأيام الجميلة التي كانت أجمل سنين العمر، وعلى قلة المصاريف إن كانت منحة السفارة أو المصاريف التي ترد من الأسرة، ولكن لم نحس بالجوع أو الفقر أو العدم، بل كان معظم الطلبة يشيلون بعضهم البعض خاصة الذين يسكنون خارج المدن الجامعية (فبريزة) السفارة تخصص لإيجار الشقة والتحاويل (للميز) والمصاريف الشخصية. ويوم يأتي التحويل يكون يوم عيد الفراخ والفواكه المختلفة.
إن حياة مصر كانت حافلة ولا أظن أن طالباً لا يتذكرها بخيرها وشرها وإن كان الخير هو الغالب فيها.. فقد علمتنا الاعتماد على النفس لذا نجد الآن معظم خريجي الجامعات المصرية من الطلبة المميزين في كل شيء.. إن كانوا بالقاهرة أو الإسكندرية أو الزقازيق أو طنطا أو شبين الكوم.
لقد سمعنا أن هناك اتجاهاً لإقامة مقر لخريجي الجامعات المصرية، نأمل أن يشرع أخوانا المهندس “أحمد البشير” وبقية الزملاء العملوا قروش ولا شنو يا سيد الوزير “معتصم هارون”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية