ولنا رأي

مازال البحث جارياً عن كاتب خطاب الرئيس!!

الأصابع كلها كانت تشير إلى أن الذي قام بكتابة خطاب السيد رئيس الجمهورية الأخير، والذي أثار جدلاً واسعاً في المجتمع هو الأستاذ “سيد الخطيب” مدير مركز الدراسات الإستراتيجية. ورغم الجدل الكثيف في عدم فهم لغة الخطاب رفيعة المستوى، ولكن لم يتقدم أحد بإثبات أو نفي كاتبه. عندما تردد اسم الأستاذ “سيد الخطيب” خطر في بالي تكليف صحفي لإدارة حوار معه، ومعرفة إن كان فعلاً هو كاتب الخطاب. ودخلت علي بالصدفة الأستاذة “سوسن يس” وهي صحفية نشيطة ونادراً ما تعجز في محاورة من تريد. قالت لي يا أستاذ أريد إجراء حوار مع الأستاذ “سيد الخطيب” فقلت لها ممتاز، ثم قلت لها إذا استطعت أن تحاوريه فلك جائزة مني، فمنحتها وصف المكان وإن لم تجده في مقره فهو يؤدي الصلاة بمسجد القوات المسلحة. ذهبت ولم تأت بعد لتخبرني إن كانت وجدته أم لا. لم تكن لي معرفة كاملة بالأستاذ “سيد الخطيب” ولم أعمل معه حينما كان رئيساً لتحرير صحيفة الإنقاذ، ولكن أتابعه من بعيد فهو من المثقفين القلائل ويتمتع بلغة عالية المستوى، ولكن مقل حتى في الكتابة أو إجراء المقابلات الصحفية. وقد شاهدته مرة بقناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس، ولكن فجأة وجدنا صحف الأمس مليئة بالحوار الذي أجراه الأستاذ “الطاهر حسن التوم” لقناة النيل الأزرق في برنامجه الشهير (حتى تكتمل الصورة)، والذي يجد إقبالاً ومتابعة عالية من المشاهدين خاصة المهتمين بالسياسة، إضافة إلى حوار أجراه الأستاذ “عادل الباز” رئيس تحرير صحيفة الرأي العام. فخروج الأستاذ “سيد الخطيب” إما أن يكون رغبة منه في الرد على منتقدي لغة الحوار عالية المستوى وشرح موقفه، بعد أن أشارت الصحافة إلى أن كاتب الخطاب هو، وإما أن يكون هناك جهة طلبت منه الرد على الرغم من أن برنامجاً بقناة الجزيرة وهو برنامج (الاتجاه المعاكس)، كان قد نوه إلى مناظرة بينه وبين الأستاذ “كمال عمر” الأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي، فطالما لم يذهب الأستاذ “سيد” لتلك المناظرة فعليه الرد من قناة داخلية عالية المشاهدة مثل قناة النيل الأزرق. ولكن الأستاذ “سيد” لم يشف غليل المتعطشين لمعرفة كاتب الخطاب فاكتفى بعدم علمه بكاتبه، أو كما كان يرد على سؤال للأستاذ “الطاهر” قائلاً عشان ما تسألني الخطاب كتبو منو؟
الأستاذ “سيد” قال ظللت استمع لخطابات الرؤساء خلال الأربعين سنة الماضية لا أذكر أني استمعت إلى خطاب فيه محتوى يخاطب به الناس مباشرة، فإذا كان حقيقة ما يقول الأستاذ “سيد” فيعني ذلك أن معظم الذين استمعوا إلى الخطاب جهلة، فاللغة المباشرة تدخل الآذان والقلب مباشرة. فقد ظللنا نستمع لخطابات الرئيس المصري “السادات” والتي تمتد خطاباته دائماً إلى ثلاث ساعات، ولم نقل في يوم من الأيام لم نفهم خطاب “السادات” ولا الشعب المصري فهمنا ماذا قال “السادات”، ولا الرئيس “جعفر نميري” ولا “الصادق المهدي” ولا الرئيس “عمر البشير” طوال الأربعة وعشرين سنة، وهو يخاطب الأمة بلسان عربي فصيح لم يقل أحد لم أفهم خطاب “البشير”.
لا ندري لماذا الساسة دائماًَ يحاولون أن يقنعوا الناس بما يفهمونه هم، لماذا دائماً يحاولون تبسيط الصعب وجعله سهلاً لماذا لا يكون الخطاب سهلاً، خاصة ونحن في مرحلة تحتاج إلى فهم وليس غموضاً، حتى وإن كانت لغة الخطاب رفيعة المستوى.
أخي “سيد” لماذا يكون الخطاب مجهول النسب، وما هو العيب إذا كان كاتب الخطاب معروفاً. فالراحل السفير “أحمد عبد الحليم” كان معروفاً وهو يكتب خطابات “نميري”. والراحل “محمد محجوب سليمان” كذلك كان يكتب خطاب “نميري” والآن يقال “رباح” تكتب لشقيقها العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” خطاباته، فمن يكتب خطابات رئيس الجمهورية فيه شرف للشخص حتى ولو خلق زوبعة في المجتمع، فانسبوه لكاتبه ولا تخجلوا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية