ولنا رأي

هل تصدق توقعات "بلة" الغائب

يؤمن بعض الناس بالخرافات والدجل والشعوذة وما يصدر عما يسمى بالعرافين أو قارئيء الكف أو الفنجان، وتجد مثل هذه الأقاويل التي تصدر اهتماماً كبيراً لدرجة الإيمان والتصديق بها. فأذكر عندما حلت (الإنقاذ) وفي أيامها الأولى قيل إن عرافة سئلت عن نظام (الإنقاذ) وكم من السنين سيبقى، فإذا كان الرئيس “نميري” حكم ستة عشر عاماً فكم ستحكم (الإنقاذ)، فبعد أخذ ورد قالت ترى الواحد أحياناً باليمين وأحياناً باليسار. بمعنى أن (الإنقاذ) بإمكانها أن تحكم فترة “نميري” ستة عشر عاماً، والواحد حينما يتحول إلى اليسار فهذا يعني أن (الإنقاذ) ستبقى واحد وستين عاماً.
في صحف الأمس(السبت) تحدث “بلة” الغائب وهو أيضاً من الذين يتحدثون عن الغيبيات أو ما يحدث للناس، فقال في رد نشر بالصفحة الخامسة من هذه الصحيفة، وفي صحيفة أخرى إن الرئيس “عمر البشير” سيظل في الحكم واحد وثلاثون عاماً وخمسة وعشرون يوماً. وقال عن موضوع آخر متعلق بمباراة المريخ و(بايرن ميونخ) التي أقيمت مؤخراً بالعاصمة القطرية “الدوحة” قال: (ناس المريخ لو كانوا جوني قبل أن يمشوا “قطر” ما كان اتغلبوا). وعن موضوع الحرب في دارفور قال إنها سوف تنتهي بعد ستة أشهر من هذا العام وقال الكثير عن أمور الغيب.
“بلة” الغائب شخصية فعلاً مثيرة للجدل وقد ظهرت إبان حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري”، وقيل الكثير عن شخصيته فكيف خرج من السجن أو كيف كان يجده حراس السجن وهو خارج الحراسة المغلقة وكيف وكيف.
ولكن إذا عدنا إلى حديثه عن بقاء الرئيس “البشير” في الحكم (31) عاماً وخمسة وعشرون يوماً، لماذا لم تبق (31) عاماً وشهراً ولماذا خمسة وعشرون يوماً. وإذا كان “بلة” الغائب يعلم الغيب والمولى أعطاه سراً لم يعطه لغيره، فليحدثنا لماذا ترك الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية مقعده في الرئاسة. هل هناك سر أخرج الأستاذ “علي عثمان” وأيضا الدكتور “نافع علي نافع”، وكل الطاقم الوزاري ترجل عن الحكم في التعديل الوزاري الأخير. وإذا كان الهلال فعلاً (معمول له عمل) في عدم حصوله على الكاسات الخارجية، فلينبئنا هل “شاخور” عمل للهلال هذا العمل ودفنه في مقابر “أحمد شرفي” أو “البكري”، حتى لا يحصل على أي كأس خارجي. ولماذا وقف العمل على الكاسات التي حصل عليها عدة مرات وفي حالات جمع بين الاثنين. أما قضية دارفور فهي قضية سودانية وقد عانى أهل دارفور منها قبل بقية السودانيين، فلماذا يكون الحل بعد ستة أشهر ولماذا لا يكون الحل بعد شهر أو شهرين أو يكون في إجازة المدارس التي تبقى لها شهر ونصف تقريباً. ولنسأل أخانا “بلة” الغائب هل سيحكم وزير الدفاع المصري “عبد الفتاح السيسي” مصر في الانتخابات القادمة، وكم من السنين سيستمر في الحكم. وهل فترة حكمه ستكون أطول من فترات حكم “جمال عبد الناصر” و”السادات” و”حسني مبارك” أم سيحكم إلى الأبد. وما مصير الربيع العربي في كل من تونس وليبيا وهل النظام السوري سيسقط بعد كم من الشهور أو السنين.
إن الغيب لا يعلمه إلا الله ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بمصائر العباد، هناك رؤية تكون صادقة قد يراها الإنسان في منامه فيحققها الله في اليوم التالي أو بعد شهر أو سنة، ولكن أن تلقى الأشياء فهذا لن يصدقه لا المنطق ولا العقل!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية