هل يستطيع"العجب" أن يعيد بريقه من جديد؟!
لاعب كرة القدم في السودان أشبه بالسياسي، يريد دائماً أن يكون نجماً حتى ولو تعدى عمره الخمسين، وحتى لو انخفض مستواه الكروي فلا يريد أن يترك المستطيل الأخضر، ويحاول التشبث ولو جلس على كنبة الاحتياطي. لاعب كرة القدم له عمر افتراضي ينتهي بانتهاء لياقته البدنية، فاللاعب الذي يدخل الملاعب وهو في سن (الطاشرات)، ليس هو نفس اللاعب الذي بلغ الثلاثين عاماً وحتى عطاء اللاعب الصغير، يختلف من مباراة إلى أخرى فأحيانا يتمتع بلياقة بدنية وذهنية عالية، وأحياناً يكون مستواه متدنياً ولا يستطيع أن يقدم مستوىً جيداً يرضي جماهيره.
في كل موسم تفتح أبواب تسجيلات اللاعبين وتنفق الأموال الطائلة لكسب توقيع هذا اللاعب من نادٍ إلى آخر، وأحياناً يتم استجلاب لاعبين من الخارج ويتم تجنيسهم بغرض هذه المستديرة التي فتنت الناس أكثر من السياسة، وأحياناً تكون التسجيلات مكايدة للنادي الفلاني ضد النادي العلاني، ففي المواسم السابقة استطاع نادي المريخ أن يكسب توقيع أسطورة الهلال ولاعبه الفذ “هيثم مصطفى” بعد أن استغنى عنه النادي، باعتبار أن اللاعب “هيثم” وصل إلى مرحلة لا يمكن أن يقدم فيها عطاءً للنادي أكثر مما قدمه.. ثانياً إن سن اللاعب “هيثم مصطفى” لا تساعده أن يلعب بنفس السن السابقة، فـ”هيثم مصطفى” في العشرينيات ليس “هيثم مصطفى” في الثلاثينيات، ولذلك كان النادي يحرص أن يعتزل “هيثم” وهو في قمة مجده، ولكنه رفض واعتقد أن هناك مؤامرة ضده حبكت بليل فلم يستمع لأي وصايا، ولم تهزه مشاعر الجماهير التي وقفت إلى جانبه طوال الفترة الماضية، ولا صعود ذاك الصبي الذي حاول أن ينتحر حزناً على “هيثم مصطفى”، ولكن “هيثم” لم تحركه تلك العواطف ونظر إلى مصلحته المادية، لأن خروجه من الهلال أو من الملاعب، سيصبح بعد فترة نسياً منسياً فلا أحد سيتذكره، وإذا لم يستفد من الكورة مادياً سيجد نفسه متسولاً. وها هو “فيصل العجب” أسطورة المريخ الذي لم يقتنع أيضاً بالاعتزال وهو في قمة العطاء، إلى أن جاء طلب إخلاء الخانة بالاعتزال مجبراً عليها. ولذلك حاولت جهات داخل نادي الهلال أن تمارس نفس الممارسة التي قامت بها بعض الجهات داخل المريخ، فسجلت “هيثم مصطفى” مكايدة في الهلال، ليكايد الهلال المريخ ويسجل “العجب” الذي أجبر على الاعتزال، ولكن بعض الإداريين بالهلال وقفوا (ألف أحمر) ورفضوا تسجيل “العجب”، رغم الإرهاصات التي كانت تؤكد أن الهلال سيسجل “العجب” .
إن الأسطورة “العجب” لا يريد أن يخرج من الملاعب، ولا يريد أن ينصاع لعامل السن، فأصر على البقاء بالميادين، وعندما فشل تسجيله بالهلال سجل لمريخ الفاشر، ولا ندري ما هي الفائدة التي سيجنيها مريخ الفاشر من لاعب تجاوز الأربعين عاماً؟ ولماذا يصر “العجب” أن يظل بالملاعب رغم عدم قدرته على تقديم عطاء كما كان في السابق.
الأندية الرياضية بالعاصمة تسعى لكسب توقيع لاعبي كرة القدم المميزين بأندية الولايات، وتصرف دم قلبها ليلعب هذا اللاعب بالهلال أو المريخ أو الموردة وليس العكس، كما هو حال “العجب” الذي تدحرج من قمة كرة القدم في السودان، ليوقع لمريخ الفاشر ولن يستفيد مريخ الفاشر لا من “العجب” ولا من اسمه، لأن كرة القدم عليها بالعطاء وتمنح لمن يعطي، فـ”العجب” أفل نجمه ومن الأفضل له أن يحافظ على (شوية) البريق ويعتزل، ليحافظ على جمهوره بالمريخ قبل أن ينساه بعد تدني مستواه.