ولنا رأي

أتركوهم ليكشفوا لهم سر النجاح!!

برني مدير مدرسة الرياض الثورة الأستاذ “أزهري محمد عمر” بتقرير مصور عن المدرسة عن العام (2012-2013) وهو يحكي نشاط المدرسة عن عام كامل والنتائج التي حققتها المدرسة خلال مسيرتها الماضية وتربعها لعدد من السنوات على عرش المركز الأول على نطاق مدارس الولاية والمحلية والبيئة المدرسية، فمن يطلع على هذا التقرير الذي برع من أخرجه يتبادر إلى ذهنه أن التقرير يحكي تجربة إحدى المدارس الخاصة بمناطق الرياض أو المنشية أو حتى كافوري ذات البنايات الشاهقة والمنطقة المميزة على مستوى ولاية الخرطوم، وهذا التقرير يشبهها خلقة وأخلاقا، لأن من يشاهد تلاميذ المدرسة بزيهم المميز وربطة العنق التي أضافت إلى التلاميذ ألقاً وجمال، يؤكد أن هذه المدرسة لا تشبه المناطق الشعبية، رغم أن منطقة الرياض الثورة التي استمدت المدرسة اسمها منها بالتأكيد ليست شعبية كما المناطق الشعبية الأخرى.
إن مدرسة الرياض الثورة التي يقف على بوابتها الأستاذ “أزهري” وطاقم التعليم بالمدرسة، يؤكد فعلاً تميز هذه المدرسة، وتربعها على العرش التعليمي بالمحلية، لأن التقرير يشير إلى أن المدرسة على المستوى الأكاديمي الأولى، وهي فعلاً تستحق أن تكون الأولى لكل من يشاهد الصورة، والصورة لا تختلف كثيراً عن الأصل إن لم يكن الأصل هو الأجمل والأروع والأفضل.. وكذلكم تربعها على عرش المركز الأول في البيئة والمشتل والمعرض والصحة المدرسية على مستوى المحلية، وكذلكم حصولها على المركز الأول على مستوى التميز التربوي والمجلس التربوي.
فالصور الموجودة في التقرير تحكي عظمة المدرسة والتلاميذ في الأنشطة المختلفة في تنس الطاولة والقرآن الكريم والكشافة والمكتبة، وأظن أن حصة المكتبة قد انعدمت تماماً في جل مدارسنا، ولكن الرياض الثورة مازالت تحتفظ بحصة المكتبة وتدعو التلاميذ لمطالعة كتاب واحد من مجموعة آلاف الكتب التي تذخر بها المكتبة مع تلخيص للكتاب، وهذه الحصة لا يعرفها إلا الجيل القديم من الآباء التي أعانتهم تلك الحصة في حياتهم المعرفية وحببتهم إلى المعرفة واقتناء الكتاب، كما حببت المدرسة لتلاميذها الجمعية الأدبية التي تكتشف من خلالها مواهب التلاميذ إن كانت في مجال الأدب أو الشعر أو الغناء، وقد شهدت عدداً من المواهب التي تذخر بها المدرسة خاصة في مجال الفن، وهم لا يقلون في مستواهم الفني عن نجوم الغد، وكذلكم في مجال الإلقاء والشعر.
إن التقرير الذي حصلت عليه هو صورة مبسطة لما يجري داخل الرياض الثورة، تلك المدرسة التي وهب مديرها وأساتذتها أنفسهم لهؤلاء التلاميذ ومن يدخلها يظنها مدرسة خاصة وليست واحدة من مدارس الحكومة، ولكن بجهد إدارتها ومجلس آبائها أصبحت من المدارس المميزة، والكل يسعى لإلحاق ابنه على الرغم من أن هناك كماً هائلاً من المدارس الحكومية، ولكن فشلت إداراتها في خلق مدرسة نموذجية كالرياض الثورة.. فالإدارة مشكلة تواجه مؤسساتنا التعليمية، ومن نجح في الإدارة وخلق أنموذجاً أو صرحاً تعليمياً كالرياض الثورة سعت جهات أخرى لتحطيم هذا الصرح.. فلماذا تسعى وزارة التربية إلى نقل المبدعين والناجحين من أماكنهم، فلماذا لا نخلق مبدعين وناجحين آخرين في مؤسسات تعليمية أخرى كأستاذ “أزهري” وكل طاقمه التعليمي المتفاني في تحقيق النجاح لهذه المدرسة عشرات السنين، بدلاً عن ضمها إلى زمرة المدارس الفاشلة، إذا أصرت وزارة التربية على إنهاء عقد الأستاذ “أزهري” هذا العام؟.
المثل الصيني يقول لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد السمك، ولذلك على وزارة التربية ألا تنهي فترة عمل الأستاذ “أزهري” ولكن أتركوه يعلم الباقين كيف خلق النجاح لنفسه ولمدرسته وكيف حافظ عليه؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية