ولنا رأي

داء اسمه المخدرات!!

انتشرت المخدرات بصورة مخيفة، ولا يمر يوم وإلا ونطالع عبر الصحف السيارة عن ضبط كميات من المخدرات .. وحتى المتاجرين في هذه السموم لا يخافون ضبطهم أو محاكمتهم، ولذلك ظلت منتشرة في كل الأماكن وتوزع على عينك يا تاجر، حتى المؤسسات التعليمية لم تسلم منها وأصبح المروجون لها يختارون ضحاياهم من طلاب وطالبات الجامعات، منارات العلم التي ينتظر الوطن تخريج طلابها لحمل الراية وقيادة السفينة إلى بر الأمان.
لقد فقدت أسر كثيرة أبناءها بسبب تلك المخدرات وأصبحوا يهيمون في الطرقات، بعد أن أوقعهم تجارها ومروجوها في دائها اللعين.
نسمع كثيراً عبارات من الشيوخ والساسة أن دولاً تعمل على ترويج المخدرات وسط شباب البلاد العربية من أجل إضعافهم، ومن ثم تنفيذ مخططاتهم وسط تلك الدول، ولكن الغرض ليس إضعاف الأمة، وإنما الهدف كيف يجني أولئك المتاجرون بهذه السموم المال ولن يكتب لأولئك الفاشلين من تحقيق أي طموح إلا عبر تلك البوابة بوابة المخدرات.. ولن تسلم دولة من هذا الداء، فنحن في السودان أصبحنا معبراً لتهريبها إلى بقية الدول الأخرى.
قبل عدة أيام اتصل علىَّ أحد الزملاء وهو في حالة ذعر شديد وعدم تمالك لأعصابه، فاندهشت للحالة التي كان عليها وهو يحدثني عن خطر لم يره في حياته كما ذكر، فقلت للرجل هدِّ من روعك ماذا حدث؟ قال لي لقد شاهدت اليوم في قلب الخرطوم منظراً لم أشاهده في الأفلام، سألته فماذا شاهدت؟ قال لي لقد ذهبت إلى المنطقة الفلانية وعندما أوقفت سيارتي هرول نحوي مجموعة من الأطفال، لم أعرف سر اندفاع هؤلاء الصبية الذين لم يتجاوزوا العاشرة والحادية عشر من عمرهم، فقال إن الصبية بدأوا يعرضون عليه أنواعاً من المخدرات. قال تعجبت لمنظر أولئك الأطفال الذين وقعوا في عصابة اسمها عصابة المخدرات، حاولت أن تستغل براءتهم وعدم إدراكهم لخطورة ما يقومون به بغرض الترويج لهذا الداء اللعين، وكأنهم يبيعون النبق واللالوب أو الحلوة أو التسالي في مواقف المواصلات، فالعصابة التي استغلت هؤلاء الأطفال تدرك تماماً ما تقوم به.. بل ربما تقف قريباً منهم وتدفعهم إلى الهدف أو الصيد المقصود اصطياده.
إن الأجهزة الأمنية تعلم تماماً تجار المخدرات وأين أماكنهم، ومن أين يأتون بها ومن الذي يقوم بالترويج لها، فأجهزتنا الأمنية لها حاسة لكشف تلك الجريمة، ولكنها تتأخر دائماً ولا ندري بقصد أم بدونه، أم أنها تريد أن تنصب أكثر من شبكة لاصطياد أولئك المروجين.
إن الترويج للمخدرات لم يكن قاصراً فى الأماكن المظلمة، ولكن حتى المناطق التي يرتادها الناس نهاراً يتم فيها التوزيع.. فحدثني أحد الاشخاص أن مكاناً لبيع الإيسكريم أصبح مكاناً لاصطياد متعاطي المخدرات من الشباب للإيسكريم، يتم فيها توزيع المخدرات (حبوب أو بنقو) أو غيرها من أنواع المخدرات التي انتشرت الآن في كل الأماكن، ولا ندري ما هو سر انتشارها؟ ولماذا كثر تعاطيها وسط الشباب من الجنسين.. نأمل من الأجهزة الأمنية أن تكشف نشاطها حتى تعود العافية لشبابنا ولمجتمعنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية