ولنا رأي

ما بين الخروف ومذكرة الإصلاحيين!

كل الناس هذه الأيام مشغولون بأمرين؛ الأول كيفية الحصول على قيمة الخروف، والثاني ماذا سيصير أمر الذين تقدموا بالمذكرة الإصلاحية من منسوبي المؤتمر الوطني، والأمران في النهاية خاضعان للنقاش المستفيض.. فأمر الخروف ربما يكون أسهل، فمن لم يمتلك سعره فليس عليه حرج ألا يضحي هذا العام طالما تعذر عليه المبلغ الذي فاق سعر عربة (الهنتر) في وقت مضى، أو أن تتفهم ربة المنزل والأطفال هذا الظرف الذي يقاس فيه الناس بسبب وزير المالية الذي وقف ألف أحمر في تنفيذ زيادة المحروقات، التي أدت بدورها إلى ارتفاع كل الأسعار بما فيها سعر الخروف الذي لم يتجاوز سعره في العام الماضي عن الخمسمائة أو الستمائة جنيه.. أما الآن فزيادة عشرة جنيهات في جالون البنزين وثمانية جنيهات في سعر جالون الجازولين بالضرورة لابد أن ترفع سعر الخروف، الذي بدوره أدى إلى ارتفاع أسعار العلف التي يتحجج بها أصحاب البهائم عندما تقف أمامهم، ويعرضون عليك أسعارهم الخيالية، وعندما تحاججهم ليه السعر عالي وخرافي، ولماذا وصل السعر إلى هذا الرقم، وهل هو خروف أو (كريسيدا) عندما كانت (الكريسيدا) ليها شنة ورنة، وعندما كانت الفتيات يتغنين بها (الكريسيدا والحلو سيدا).
وهذا دلالة على أنها مميزة وفخمة ولا يركبها إلا الوجهاء من القوم أصحاب الجلاليب البيضاء والعمامات إياها والشالات وصندوق (البينسون) أيام كان في عزته اليوم أصبح كله برنجي، وفي يوم من الأيام عندما كانت الدنيا بخيرها و(البنسون) و(الروثمان) في الكفر، كان البرنجي شراب (المشاطات) يا حليل الزمن الجميل.
بعد المحاججة مع أصحاب الخرفان إما أن يتم الاتفاق بعد التوصل إلى نقطة ترضي الطرفين كما هو الحال بين الشمال والجنوب في ترسيم الحدود أو قضية أبيي التي أوقف الاتحاد الأفريقي إجراء الاستفتاء فيها.. فهنا يتراجع صاحب الخرفان ويقول المال تلته ولا كتلته فيرضى بما اتفق عليه الزبون وتنتهي المشكلة.
أما قضية الإصلاحيين التي شغلت الناس كثيراً ليس ناس المؤتمر الوطني وحدهم الذين يعتبرون أن إخوانهم لم يتبعوا الطرق الصحيحة وخرجوا عن القانون، ومذكرتهم هذه تعمل للمعارضة شنة ورنة، وتحاول قسم ظهر المؤتمر الوطني، خاصة في الظروف التي حدثت فيها الاضطرابات، ويعتبرون أن الوقت غير مناسب لتقديم المذكرة بخلاف أصحاب الجلد والرأس ناس المذكرة الأصليين، الذين كان لهم الفضل في الوضع الذي هم فيه، المطالبين بمحاسبة أهل المذكرة، فالدكتور “غازي صلاح الدين” عرض نفسه للموت ولا يعرف أين كان الذين يتحدثون باسم المؤتمر الوطني، الآن فهو أصيل في العملية وليس فرعاً، ومطالبته بعملية الإصلاح ينبغي أن تجد أذناً صاغية.. فإذا المؤتمر الوطني يسعى لإدارة الحوار مع الحزب الشيوعي والأمة ومعظم الأحزاب التي وصفت في وقت مضى بأنها أحزاب كرتونية، فلماذا لا يجلسون مع الأصليين في الحزب لمعرفة رأيهم، وما هي الأسباب والدوافع التي جعلتهم يتقدمون بهذه المذكرة؟ وهل المذكرة التي قدمها الإصلاحيون أول مذكرة تتقدم. فقد سبقتها مذكرات في كل الأحزاب ولم يفصل عضو بسببها، فقبل أن تقع الفأس في الرأس لابد أن تتسع الصدور والقلوب في ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية