ولنا رأي

هل نجح "شبارقة" مع "أحمد سعد عمر"؟

نجح الزميل “فتح الرحمن شبارقة” بصحيفة الرأي العام في إخراج الأستاذ “أحمد سعد عمر” وزير رئاسة مجلس الوزراء عن صمته، وأدار معه حواراً كاملاً عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، والقرارات الأخيرة حول انسحابه عن المشاركة مع المؤتمر الوطني.
الأستاذ “أحمد سعد عمر” هاديء الطبع بسيط في تعامله مع الآخرين كتوم للأسرار، فهو مخزن معلومات منذ أيام الجبهة الوطنية أو المعارضة التي وقفت في وجه النظام المايوي بإثيوبيا آنذاك مع “الشريف حسين الهندي”، فهو أيضاً من السياسيين القلائل في الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان يمتلك الكثير من المعلومات والأسرار، ولكن لم يستطع صحفي شاطر الحصول على تلك المعلومات حتى شيخ الصحفيين الأستاذ “إدريس حسن” أحد أعضاء الحزب الاتحادي، والذي يمتلك أيضاً الكثير من المعلومات عن هذا الحزب الكبير، ولكن لم يفصح عن الكم الهائل من المعلومات والأسرار التي كان يمتلكها “الهندي” والأستاذ “إدريس حسن” من الصحفيين القلائل أيضاً الذي تربطه علاقة وثيقة مع “الشريف الهندي” داخل وخارج الوطن.
نعود للأستاذ “أحمد سعد عمر” وحوار الرأي العام مع “شبارقة”، لقد انصب الحوار عن مشاركة الحزب الاتحادي مع المؤتمر الوطني، ووصف تلك المشاركة التي اقتضتها ظروف البلاد والمواطن، وهذا يعني أن الحزب الاتحادي الديمقراطي حينما أراد المشاركة في الحكومة العريضة، كان ينظر للتحديات الجسام التي تواجه الوطن والمواطن في آن واحد، أما عملية الانسحاب عن المشاركة فقد رفعت توصيتها لجنة التسيير حسب ما ذكره الأستاذ “أحمد”.
هذا الحوار لم يعرج به في منعطفات ومنحنيات كثيرة في السياسة السودانية منذ نهايات الماضي، والتي نشط فيها أستاذ “أحمد” سياسياً في صفوف حركة الأخوان المسلمين قبل أن يتحول إلى صفوف الحزب الاتحادي الديمقراطي، كان بإمكان “شبارقة” أن يحصل على الكثير من المعلومات والإفادات التي لم يدل بها لأي صحيفة من قبل، وربما المعلومات التي يمتلكها أستاذ “أحمد” بحكم الحراك السياسي الذي قام به في المعارضة إبان وجوده بإثيوبيا، قد تفتح الباب حول علاقته بتلك الجبهة والأحزاب السياسية التي كانت مشاركة معه، ودور تلك القيادات التي كانت موجودة في إثيوبيا ومنها اتجهت إلى ليبيا.. وكيف كانت علاقته مع منفذي يوليو 1976م، أو ما يسمى بالمرتزقة.. وما هي الأسباب التي أدت إلى فشلها.. لا أشك في قدرات “شبارقة” وكيفية حصوله على المعلومات عن الأستاذ “أحمد”، ولكن السيد وزير رئاسة مجلس الوزراء أشبه بوزير رئاسة الجمهورية الفريق أول “بكري حسن صالح” في كتم السر والمعلومات، وهما الاثنان في حاجة إلى صحفي شاطر لانتزاع المعلومات التي يمتلكانها.. وهما أيضاً في حاجة ليعرف القاريء الكثير عنهما من معلومات. وحاولت حوار الرجلين عدة مرات ولكن فشلت في الجلوس إليهما، رغم الترحيب والموافقة بالصورة الهادئة لكليهما.. فهما يتمتعان بهدوء رهيب وصبر شديد، ولا ينزلق لسانهما بقبيح القول ولا تخرج منهما بانطباع سيء، ودائماً يمنحان الأمل لك غداً أو بعد غدٍ ونأمل أن نرى قريباً حواراً فلتة عنهما.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية