ولنا رأي

الصحافة قادرة على القيام بدورها!

تلعب الصحافة والإعلام دوراً مهماً في المجتمع، فهي التي تقود الأمة لما فيه منفعتها ومصلحتها وتبصر بالمخاطر وتدافع عن الأوطان، ولكن الصحافة والسياسة والجهات الأمنية الأخرى على خلاف دائم، فالسياسي لا يحتمل الصحافة أبداً إن كانت ناقدة لسياساته أو مرشدة أو مبصرة بما يجري، فيعتقد أن الصحافة ينبغي ألا تتدخل في الشؤون السياسية رغم أن الصحافة لا تتدخل في الأعمال السياسية، ولكن توضح المخاطر التي يمكن أن تحدث إذا لم تكن للسياسي نظرة بعيدة يرى ما لا تراها الصحافة.
ويرى الصحفي أن المعلومات التي حصل عليها تبصرة للناس والدولة وإذا غابت المعلومة عن النشر ربما تحدث عواقب وخيمة وهذا الذي حدث إبان الأحداث والتظاهرات التي وقعت يومي (الثلاثاء والأربعاء) الماضيين، فالإعلام كان دوره أن يقوم بعمل جليل ورائد فيه مصلحة الوطن والمواطن وليس في حاجة أن يوجه لإدارة الأزمة التي حدثت فهو الموجه والقائد.. وكل صحفي صغير وحتى رئيس التحرير يعرفون كيف يديرون أزمة البلاد، في فترة سابقة حينما أُعيد تأسيس صحيفة (الأنباء) في عام 2002م تقريباً جلس عدد من القيادات الحكومية وبدؤوا حديثاً مطولاً عن الصحيفة، وما هو العمل الذي ينبغي أن يقوم به الصحفيون، وما هي الخطة التي تدار بها الصحيفة في المرحلة المقبلة؟.
قيادات كبيرة أخذت وقتاً طويلاً في التوجيه والاستعراض بالألفاظ والكلمات، بينما كان الصحفيون وهم على معرفة كاملة بعملهم لأن أقل صحفي كان في ذاك الزمان لم تقل خبرته الصحفية عن عشرة سنوات، وكان من بين الحضور شخصية إعلامية مرموقة كان يستمع جيداً لحديث القيادات التي جاءت معه، فحينما أتته الفرصة لم يتحدث كثيراً ولكن قال لوفده هؤلاء صحفيون يعرفون مهامهم جيداً وليسوا في حاجة لهذا الحديث الكثيف.. وإذا ما خرجتم سوف يضحكون عليكم لأن هذه مهنتهم ويعرفونها جيداً، ويعرفون كيف يديرونها.. فهم في حاجة إلى معينات العمل، فإذا ما توفرت لهم فليسوا في حاجة لهذا التنظير.. فالصحافة والصحفيون يعرفون واجبهم المهني والوطني وهم يقومون به خير مقام.. فقد أعجبني الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي ولاية الخرطوم في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الداخلية ووزير الإعلام، وكيف استطاع أن يمتص ما حدث في المؤتمر بخصوص سؤال الزميل “بهرام”، وأذكر عقب انتفاضة رجب أبريل 1985م، وخلال الفترة الانتقالية التي تولى فيها المشير “عبد الرحمن محمد الحسن سوار الذهب” رئاسة المجلس العسكري الانتقالي مع الدكتور “الجزولي دفع الله” كرئيس للوزراء، زار وقتها الرئيس السابق “حسني مبارك” السودان وأجرى مؤتمراً صحفياً بمطار الخرطوم، الزميل الأستاذ “فتح الرحمن النحاس” كان صحفياً بجريدة (الأيام)، ربما لم يقصد أن يثير “مبارك” أو يستفزه فقال له: النظام المصري.. لم يتحمل الرئيس “مبارك” كلمة (النظام)، فثار في الزميل “النحاس” وتكهرب الجو كما تكهرب مؤتمر وزير الداخلية من سؤال الصحفي “بهرام” وقطع “مبارك” زيارته إلى السودان ورفض حتى تناول وجبة إفطار رمضان بصالة كبار الزوار أو داخل البلاد، فغادرت طائرته عائدة إلى مصر. وقتها رئيس التحرير كان الأستاذ “محجوب محمد صالح” تعامل مع الواقعة تعاملاً عادياً، لم تشكل لجنة تحقيق لـ”النحاس” ولم يرفت ولم يخصم من راتبه، ولكن ذاك السؤال جعل الزميل “فتح الرحمن” يعمل ألف حساب في المؤتمرات الصحفية، وكذلك الأخ “بهرام” إذا تم التعامل معه بنفس تعامل الأستاذ “محجوب” وألا تدق له الطبول لتخلق منه بطلاً دون أن يكون مقصده تلك البطولة.
همسة: عاودت الصحيفة الصدور أمس بعد الإيقاف الإجباري، ونشكر كل القراء الذين ظلوا في تواصل معنا بهواتفهم طوال فترة الإيقاف.. لهم منا ألف تحية وشكر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية