الشباب هم أمل الأمة وسر نهضتها!!
عندما تمضي السنون ويحاول الإنسان أن يرجع إلى الوراء، يتحسر على شبابه الراح أو الذي ضاع، ولم يستفد منه أو استفادته كانت أقل من المطلوب أن يعمله أو ينجزه، لأن فترة الشباب هي فترة العمل والنهوض والابتكار والتجديد. وكم من شباب عملوا وغيروا أوضاعهم وأوضاع أوطانهم.. ويقال إن الإمام “المهدي” قد استطاع أن يجوب معظم مناطق السودان المختلفة، ولم يتجاوز عمره آنذاك الخامسة والعشرين.
إن كل نهضة أو إعمار يكون في مقدمتها أولئك الشباب، واليوم والكل يتحدث عن الدماء الجديدة ويعني بها هؤلاء الشباب للمشاركة في الحكومة القادمة.. وها نحن ندخل في المؤتمر السادس لاتحاد الشباب الوطني التي بدأت فعالياته، لهذا المؤتمر ولهؤلاء الشباب دور هام وفعال في جمع الصف الوطني.. فالوطن يكاد يتمزق بسبب الخلافات، وما من سبيل لذلك إلا هؤلاء الشباب الذين بإمكانهم أن يؤسسوا لوحدة الوطن ولجمع المخالفين أو المتخاصمين، أو (الحردانين)، بإمكان هؤلاء الشباب ومن خلال هذا المؤتمر أن يلعبوا دوراً يساعد على وحدة الصف بدلاً من التشرذم والتشظي، والشباب هم أمل الأمة ونبضها ومستقبلها.
إن الشباب في الماضي أو الحاضر أو المستقبل هم الذين يحدثون التغيير والتجديد في الأفكار وفي القيادة، وحتى في النهضة والبناء والإعمار، وهناك أعمال جليلة قام بها الشباب وأحدثوا نوعاً من التجديد والتغيير، ولكن أعمالهم ورغم أنها بائنة للكل، ولكن لم يسلط عليها الضوء بالمستوى الذي يزيد من حماس أولئك لمضاعفة العمل.إن تجارب الشباب تحتاج إلى الرعاية والدعم والمساندة، وفيما مضى كانت لنا تجارب لم تخطئها العين لأولئك الشباب كشباب البناء وشباب الوطن والاتحاد الوطني للشباب السوداني، ونلاحظ اليوم أن عمليات إعمار المدارس في كثير من مدن وأحياء ولايات السودان المختلفة، يقوم بها أولئك الشباب بمساعدة الكبار، وأن تجاربهم وأفكارهم تتطور وتتجدد يوماً بعد يوم، فإذا أرادت الدولة الاستفادة من أولئك الشباب بالتأكيد سنشهد نهضة في كافة المجالات، وقد لاحظنا من خلال فترة السيول والأمطار الأخيرة، فقد كان الشباب في المقدمة، دفعهم حسهم الوطني للوقوف مع أهلهم وإخوانهم الذين تضرروا من تلك الفيضانات. لم يحركهم أحد بل كان المحرك الأساسي والدافع لذلك هو الضمير والوطن، فقد استشعر أولئك الشباب المسئولية فقاموا من تلقاء أنفسهم بالمبادرات التي استحسنها الجميع، ومن ثم نشطت الجمعيات والمنظمات، فالمبادرة والسبق كانت لأولئك الشباب، ولن تكون السيول والأمطار هي المحطة الأخيرة لهم، بالإمكان الاستفادة من سواعدهم في تغيير المفاهيم والأفكار الرجعية، والشباب بإمكانهم استحداث وسائل جديدة في عملهم، وألا يربطوا أنفسهم بالماضي فقط ، فالحياة متغيرة ومتجددة وبإمكانهم الاستفادة من الآليات الحديثة التي تمكنهم من اللحاق بركب الأمم المتقدمة، خاصة وأن تلك النهضة التي حدثت بتلك الدول كان وراؤها شباباً، لذا ونحن في هذا المؤتمر ينبغي أن يتحدى أولئك الشباب الصعاب، وأن يأتوا بأفكار جديدة خدمة لهذا الوطن، علماً أن البلاد اليوم تدخل في أزمة رفع الدعم عن المحروقات، وبإمكان الشباب أن يلعبوا دوراً هاماً فيها، بإحداث وسائل جديدة تخرج الدولة من الحرج، ويحاولوا تقديم مستحدثات تعين في التغلب على الأزمة.
إن السودان في حاجة لأولئك الشباب لسواعدهم ولأفكارهم، حتى يعودوا مارداً تخشاه الدول المستكبرة بدلاً من أن نخشاها، وليس هنالك مستحيل.